الأحد، 12 مايو 2019

التدين بالجبلة

( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ( 175 ) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ( 176 ) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ( 177 ) )

ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ... هذه الآيات تتحدث عن نوع من الناس موجود بكثرة وهو المتدين بالجبلة فهو يحب طاعة الله ويعمل على إرضائه فيقربه الله تعالى ويعطيه آيات ليثبت ويستمر على الإيمان والطاعة وليمتحنه بها ولكن عند الإمتحان والتمحيص يفشل ويؤثر الراحة والركون إلى الدنيا وتغويه فيترك ما عنده من الآيات والمعجزات التي أعطاها الله تعالى له ليستيقن ويؤمن ويجهد نفسه في طاعة الله تعالى يتركها ويكذبها كأن لم تكن ويتوجه بكليته إلى الدنيا ويسلخ نفسه من الآيات والطاعة مرغما نفسه على الإنسلاخ منها بصعوبة كصعوبة وألم سلخ الجلد عن الجسد حيث أن المعصية تورث ألما لقوله تعالى "من يعمل سوءا يجز به" ولكنه بجبلته يميل إلى العمل الصالح فهو مع فتنته وخسرانه وطرده من رحمة الله تعالى والعياذ بالله لا ينقطع عن العبادة كما تعود يظن أنه على شيء وهو بهذا كالكلب الذي يلهث في حال التعب وحال الراحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق