الأحد، 18 أغسطس 2019

يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ

﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩]

إذا جال في خاطرك طرف من الحكمة فاعلم أنها إلهام من الله تعالى فالحكمة ليست لأحد بل لله وحده يؤتيها من يشاء وهي تأتي كخاطر أو كوحي أو كإلهام منه وحده سبحانه فهو صاحبها وحده فلا يظنن حكيم أن حكمته من بنات أفكاره ... كلا.

ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الكَريمُ

﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقّومِ ۝ طَعامُ الأَثيمِ ۝ كَالمُهلِ يَغلي فِي البُطونِ ۝ كَغَليِ الحَميمِ ۝ خُذوهُ فَاعتِلوهُ إِلى سَواءِ الجَحيمِ ۝ ثُمَّ صُبّوا فَوقَ رَأسِهِ مِن عَذابِ الحَميمِ ۝ ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الكَريمُ ۝ إِنَّ هذا ما كُنتُم بِهِ تَمتَرونَ﴾ [الدخان: ٤٣-٥٠]

مثاله الذي ماله مال حرام وقد غنِيَ منه وأصبح له مكانة عالية في المجتمع وهو لص وآكل للمال الحرام فهو أصلا حقير فيقال له "ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الكَريمُ" أي لا أنت عزيز ولا كريم فهذا العذاب مالك الذي جمعت من الحرام.

هل تريد سلطانا من الله؟

﴿قالَت لَهُم رُسُلُهُم إِن نَحنُ إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَن نَأتِيَكُم بِسُلطانٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ ۝ وَما لَنا أَلّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَد هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصبِرَنَّ عَلى ما آذَيتُمونا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ﴾ [إبراهيم: ١١-١٢]

هل تريد سلطانا من الله؟ إذن توكل على الله تعالى.

حرمة مال الكافر

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا جاءَكُمُ المُؤمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامتَحِنوهُنَّ اللَّهُ أَعلَمُ بِإيمانِهِنَّ فَإِن عَلِمتُموهُنَّ مُؤمِناتٍ فَلا تَرجِعوهُنَّ إِلَى الكُفّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُم وَلا هُم يَحِلّونَ لَهُنَّ وَآتوهُم ما أَنفَقوا وَلا جُناحَ عَلَيكُم أَن تَنكِحوهُنَّ إِذا آتَيتُموهُنَّ أُجورَهُنَّ وَلا تُمسِكوا بِعِصَمِ الكَوافِرِ وَاسأَلوا ما أَنفَقتُم وَليَسأَلوا ما أَنفَقوا ذلِكُم حُكمُ اللَّهِ يَحكُمُ بَينَكُم وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [الممتحنة: ١٠]


"وَآتوهُم ما أَنفَقوا"، "وَليَسأَلوا ما أَنفَقوا" العدل حتى مع الأعداء الكفار واعتبار حرمة أموالهم في الإسلام.

إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا

﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢]

"وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا" تقرير حالة وليس صورة بلاغية أي كان موجوداً فعلا وحملها وكان ظلوما جهولا في وقت وجوده فكان هنا فعلٌ ماضٍ كقولك كان هناك رجل وكان ظالما جاهلا، وليس "كان ظلوما جهولا" صيغة تأكيد على ظلمه وجهله فكان هنا ليست للتأكيد.

وَحَمَلَهَا الإِنسانُ

﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢]

الله تعالى لم يعرض الأمانة على الإنسان، لأن الإنسان طلبها طلبا ابتداءً دون أن يعرضها عليه سبحانه، فأنظره حتى يعرضها على السماوات والأرض والجبال فلما رفضنها أعطاها له لذلك في الآية لم يذكر عرضها عليه. والله تعالى من ثقلها أنظره حتى يعرضها على السماوات والأرض والجبال لأنها أقدر منه على حملها لعظم خلقتها، ولكن رفضن حملها فتركها له فحملها مع عدم قدرته، لذلك كل الناس يدخلون جهنم إلا قلة قليلة، أولئك الذين حملوها وتحملوها وصبروا على ابتلاءاتها.

العاطي هو الله

العاطي هو الله ليس أحد سواه، فالزمه وإن لم يعطك، فلن يعطيك أحد مرادك إلا هو، فالزمه وإن لم يعطك. ولا تسئ الظن بالله والزمه وإن لم يعطك.

آيات القرآن العلمية

تفسير آيات القرآن العلمية تتشكل معك كما تريد فالذين يقولون أن الأرض مسطحة يقول لهم القرآن الكريم "﴿وَالأَرضَ مَدَدناها وَأَلقَينا فيها رَواسِيَ وَأَنبَتنا فيها مِن كُلِّ شَيءٍ مَوزونٍ﴾ [الحجر: ١٩]"، والذين يقولون أن الأرض كروية يقول لهم القرآن الكريم "﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِالحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيلِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ العَزيزُ الغَفّارُ﴾ [الزمر: ٥]"، والذين يريدونها لا مسطحة ولا كروية يقول لهم القرآن الكريم "﴿وَالأَرضَ بَعدَ ذلِكَ دَحاها﴾ [النازعات: ٣٠]"، والذين يقولون بالتطور يقول لهم القرآن الكريم "﴿وَقَد خَلَقَكُم أَطوارًا﴾ [نوح: ١٤]"، والذين يقولون بنظرية الإنفجار العظيم يقول لهم القرآن الكريم "﴿وَالفَجرِ ۝ وَلَيالٍ عَشرٍ ۝ وَالشَّفعِ وَالوَترِ ۝ وَاللَّيلِ إِذا يَسرِ ۝ هَل في ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجرٍ﴾ [الفجر: ١-٥]"، والذين يقولون بالرتق والفتق يقول لهم القرآن الكريم "﴿أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ﴾ [الأنبياء: ٣٠]" ... وهكذا.

التعطيل في التفسير

﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ ۝ رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَومٍ لا رَيبَ فيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخلِفُ الميعادَ﴾ [آل عمران: ٨-٩]

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا يا وهاب من لدنك رحمة وخصنا بهذه الرحمة يوم تجمع الناس ليوم لا ريب فيه فأنت لا تخلف الميعاد فهو حق فاجعل رحمتك لنا يومها حق
فإذا لم نفسر قوله تعالى "لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" بقولنا "فأنت لا تخلف الميعاد فهو حق فاجعل رحمتك لنا يومها حق" فقد عطلنا قوله تعالى "لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" وجعلناها زائدة، ومثل هذا كثير جدا عند المفسرين فترى المفسر يفسر الجمل جملة جملة ولا يربط بينها فتتعطل بعض جمل الآية ولا يفهم القارئ فائدتها وتصبح زائدة، وهذا ليس عيب في المفسرين فهذا القرآن بحر من العلم، كل عالم تفسير يدرك قطرة منه فتكفيه ولكن الذي يعلم تأويله هو الله تعالى "﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ [آل عمران: ٧]".

رحمة منزَّلة

لماذا ننظر إلى ما يأتي من الله تعالى على أنه عقاب مستعجَل ولا ننظر إليه على أنه رحمة منزَّلة ... ألا نرى أن معظم أيامنا سهلة هينة لا ألم ولا مرض ولا بلاء وأن البلاء يأتي كل فترة ليعيدنا إلى طريق السهولة واللين مرة أخرى كلما ابتعدنا عن مصلحتنا بما كسبته أيدينا نحن، فما بالنا نتهم الله تعالى ... أليس هذا سوء أدب مع الله تعالى ... إن ما يصيبنا من ألم ليس لقسوة الله علينا ولكن لأن الحياة قاسية فأي معالجة لأي أمر من أمورنا يأتي من الله مؤلم لأن طبيعة الأشياء هكذا ... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إستحقاق العقاب

﴿فَأَرسَلنا عَلَيهِمُ الطّوفانَ وَالجَرادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاستَكبَروا وَكانوا قَومًا مُجرِمينَ﴾ [الأعراف: ١٣٣]

لا تظنن أنك بمجرد أن تدعو على من ظلمك أن عذاب الله تعالى سينزل به فورا ... كلا. فالله رحيم، سيرسل إليه آيات لعله يتوب ويرجع عن ظلمه لك، فإن لم يتب بعد كل الآيات عندها فقط سينزل به عذابا أليما ويهلكه، ويكون ذلك بعد بلوغ ذنوبه مستوى حرجا يستحق معه العقاب، فالأخذ يكون بعد كمٍ محدد من الذنوب وليس بقليل منها إقرأ قوله تعالى "﴿كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَالَّذينَ مِن قَبلِهِم كَفَروا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنوبِهِم إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَديدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٥٢]".

السبت، 17 أغسطس 2019

العيد

جمال العيد ومعناه أن يمر عليك العيد وأنت جميل فلا الدنيا أخذت منك ولا هي آذتك، وإلا فما جماله، فالمصاب لا عيد له والمكروب لا عيد له، وليس معناه أنه قد نقص من عمرك عام فهذا تشاؤم بغيض يقوله الجاحدون لفضل الله عليهم، فليحمد اللهَ المؤمنُ على عيده وليشكر فضله، فكم من نعمة أنعم اللهُ بها علينا ولا نحمده عليها، هذا جحود، فالحمد لله رب العالمين.

سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ

سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.
الراوي : شداد بن أوس.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 6306.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

المعنى: اللهم إني تصرفت بجسدي هذا بطريقة لم يخلق لها وفعلت به فعلا يخالف ما خلق له فسببت له ما يفسده ويفقده توازنه وأنت صاحبه ومالكه وليس أنا وقد أوكلتني فيه فلم أحسن تدبر أمره وليس من حقي ما فعلت به فاغفر لي زلتي هذه وأصلح يا ألله ما فسد فيه وما أفسده وأعد له توازنه وأصلح ما تسبب به من ضرر له ولغيره إنك على ذلك قدير.

ما اقترفته يداك

﴿ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلناكَ لِلنّاسِ رَسولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا﴾ [النساء: ٧٩]

المخاطب هنا هو الرسول عليه السلام المعصوم عن ارتكاب المعاصي يقول له الله تعالى "وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ" فيكون المقصود ب فمن نفسك أي من تصرفك الخاطيء وما اقترفته يداك في أمر ما وليس لذلك علاقة بالذنوب بل بالعمل العادي اليومي الذي قد يخطيء فيه الرسول عليه السلام فتكون عاقبته مصيبةً سيئةً عليه، فليس كل مصيبة تصيب الإنسان تكون بسبب المعاصي بل بما اقترفته يداه في عمله اليومي وقد لا يكون للأمر علاقة بالمعاصي.

وَإِن تُصِبكَ مُصيبَةٌ

﴿إِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَإِن تُصِبكَ مُصيبَةٌ يَقولوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُم فَرِحونَ ۝ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [التوبة: ٥٠-٥١]

حتى النبي الطاهر المطهر كانت تنزل عليه المصائب وكانت تكتب له فتنزل له لا عليه، وليس كل شيء من الله هو نفع أو خير بل قد يكون ضرا "﴿وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلا رادَّ لِفَضلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَهُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾ [يونس: ١٠٧]"

الأبوة شعور خادع

الأبوة شعور خادع يصور للأب أهمية هذه البذرة التي بذرها ويفني حياته ويبذل ماله ووقته وجهده من أجلها فإذا كبر الولد ذهب وترك أباه وانشغل بحياته وبِبَذْرِه الذي سيبذره كما فعل أبوه وتستمر الحياه بآباء يبذلون حياتهم بلا فائدة فيتعذبون من أجل أبنائهم بلا فائدة حتى يموتون "﴿فَلا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَلا أَولادُهُم إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِها فِي الحَياةِ الدُّنيا وَتَزهَقَ أَنفُسُهُم وَهُم كافِرونَ﴾ [التوبة: ٥٥]"، الكفار تزهق أنفسهم وهم كافرون والمؤمنون تزهق أنفسهم وهم مؤمنون، ولكن المتفق عليه هو "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِها فِي الحَياةِ الدُّنيا" مؤمنون وكافرون. وقال تعالى "﴿إِنَّما أَموالُكُم وَأَولادُكُم فِتنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجرٌ عَظيمٌ﴾ [التغابن: ١٥]" يكون الواحد كالمسحور بماله وولده فسبحان الله العظيم.

السيمفونية

السيمفونية تعني التوافق والتناسق بين الأصوات والموسيقى في حالة الإنشاد الجماعي.
التسبيح هو الرقص على سيمفونية الوجود أو السباحة بانسيابية باتجاه الله والإنجذاب إليه ... خطوط الجذب المغناطيسي رقص على سيمفونية الوجود كذلك أمواج البحر كذلك دورات الأفلاك كذلك الطواف حول الكعبة كذلك تحليق الطير في السماء وسباحة السمك في الماء كذلك خروج النبات ... إلخ ... كل أفعال الخلق تسبيح لله الأكل، الشرب، المشي، الكلام، الحركة، اللعب، السجود، النظر، السمع، النوم، القيام، القعود ... إلخ كله رقص على سيمفونية الوجود، كله تسبيح لله الواحد الأحد لأن الله تعالى هو الذي وضع هذه السيمفونية وهذا النسق والتناسق البديع في كونه البديع فسبحان الله العظيم.

في الجنة سعداء

هل هم في الجنة سعداء لأنه لا يوجد في الجنة مشاكل وليس هناك أي سبب للغضب والحزن والألم وكل شيء ميسر ومتاح، أو أن النفوس تتغير عن ما كانت عليه في الدنيا فتطهر وتتنظف وينتزع منها الغل والحقد والحسد وأي شيء مؤذٍ؟ الجواب: الإثنان! قال تعالى في الأولى: "﴿لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ﴾ [ق: ٣٥]"، وقال في الثانية: "﴿وَنَزَعنا ما في صُدورِهِم مِن غِلٍّ إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ﴾ [الحجر: ٤٧]". فسبحان الله العظيم.

البريستيج

﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لِلَّذينَ آمَنوا لَو كانَ خَيرًا ما سَبَقونا إِلَيهِ وَإِذ لَم يَهتَدوا بِهِ فَسَيَقولونَ هذا إِفكٌ قَديمٌ﴾ [الأحقاف: ١١]

أصحاب البريستيج والمكانة الإجتماعية هم دائما السباقون للمعالي والمكارم والمنزلة العالية أما هذا الدين الذي اتبعه هؤلاء الضعفاء فهو مثلهم وضيع لا يستحق النظر إليه ... هكذا ينظر الكفار للمؤمنين.

الرقية العكسية

﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هذِهِ أَبَدًا ۝ وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا ۝ قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرتَ بِالَّذي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا ۝ لكِنّا هُوَ اللَّهُ رَبّي وَلا أُشرِكُ بِرَبّي أَحَدًا ۝ وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا ۝ فَعَسى رَبّي أَن يُؤتِيَنِ خَيرًا مِن جَنَّتِكَ وَيُرسِلَ عَلَيها حُسبانًا مِنَ السَّماءِ فَتُصبِحَ صَعيدًا زَلَقًا﴾ [الكهف: ٣٥-٤٠]

رقى هذا الظالم جنته برقية عكسية فكأنما دعا بالهلاك على جنته فقال "... ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هذِهِ أَبَدًا ۝ وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا ۝"، وقد ذكره صاحبه المؤمن بالرقية الصحيحة فقال "وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ ... ۝" فسبحان الله العظيم.