الجمعة، 19 يوليو 2019

المتممات القرآنية

تعريف التفريع: جعل شيء عقيب شيء، لاحتياج اللاحق إلى السابق‏.‏
فرّع: فرّق، و فرع كل شي‌ء: أعلاه، و تفرّعت أغصان الشجرة أي كثرت‌. و التفريع مصدر قولك: «فرعت من هذا الأصل فروعا» إذا استخرجتها. قال ابن رشيق: «و هو من الاستطراد كالتدريج في التقسيم، و ذلك أن يقصد الشاعر وصفا ما ثم يفرع منه وصفا آخر يزيد الموصوف توكيدا»

تجد الآية تتكلم عن أشياء في مجموعها لا تغطي كل شيء عن الموصوف ثم تتبعها بكلمة تغطي كل النقص في الآية وقد يكون هذا تفريعا، وأفضل تسميته المتممات القرآنية لأن الكلمة اللاحقة تتمم معنى الكلمة أو الكلمات السابقة لاحتياج السابق للاحق وهي لبيان وتوضيح النقص في الكلمات السابقة وقد لا يكون تفريعا منها، ولأن اللاحق قد يكون هو الأصل وليس السابق لذلك وصفها بالمتممات أدق، وتجدها منتشرة في كتاب الله مثاله:
"﴿إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ﴾ [الأعراف: ٨١]" ... كلمة مسرفون هنا تضيف إلى أعمالهم الفاسدة ما تحمله كلمة الإسراف من معاني فليس كل عملهم أنهم يأتون الرجال شهوة ولكن هناك أعمالا سيئة أخرى، كذلك قوله تعالى "﴿أَئِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ وَتَقطَعونَ السَّبيلَ وَتَأتونَ في ناديكُمُ المُنكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا ائتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ ۝ قالَ رَبِّ انصُرني عَلَى القَومِ المُفسِدينَ﴾ [العنكبوت: ٢٩-٣٠]" أضافت كلمة المفسدين معاني الإفساد المختلفة إلى أعمالهم التي ذكرها في الآية السابقة وكذلك ليبين أن أعمالهم المذكورة في الآية السابقة ليست كل ما يعملوه بل لهم أعمال أخرى تندرج تحت الإفساد، كذلك قوله تعالى "﴿قالوا إِنّا أُرسِلنا إِلى قَومٍ مُجرِمينَ ۝ لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طينٍ ۝ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلمُسرِفينَ ۝ فَأَخرَجنا مَن كانَ فيها مِنَ المُؤمِنينَ ۝ فَما وَجَدنا فيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمينَ ۝ وَتَرَكنا فيها آيَةً لِلَّذينَ يَخافونَ العَذابَ الأَليمَ﴾ [الذاريات: ٣٢-٣٧]" فكلمة "للمسرفين" متممة ل "مجرمين" تُفصِّلها وتوضحها، وكلمة "المسلمين" متممة لكلمة "المؤمنين" تزيد من المعنى وتوضحه فهم مؤمنون ومسلمون وكلمة "يَخافونَ العَذابَ الأَليمَ" تتمم " لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طينٍ" تؤكد أن حجارة الطين ليست كل عذابهم بل هناك عذابات أخرى مخيفة، والأمثلة في كتاب الله كثيرة وقد اخترت هذه، والحمد لله رب العالمين.

لا يستجاب لهم

أكثر الناس الذين يدعون الله تعالى بالغنى هم الفقراء ولكن قَلَّ أن رأيت فقيرا اغتنى بعد فقر بسبب الدعاء ... وأقل الناس دعاء لله تعالى بوجه عام هم الأغنياء ولكن لا يفقرون ويموتون وهم أغنياء ... وأكثر المرضى يموتون وهم يدعون الله تعالى بالشفاء ولا يستجاب لهم ... والجبابرة لا يقصمون مع أن المؤمنين يدعون عليهم ليل نهار ... إلخ. لماذا؟ دعو الله تعالى يُسيِّر سنته في خلقه كما تقتضي حكمته فهو أدرى بما يصلح وما لا يصلح فَلَو أعطى الله تعالى كل سائل سؤاله لم يعد رباً بل صاروا هم الأرباب ولفسدت السماوات والأرض فكل يطلب على هواه والهوى مفسد حتى لمن عنده بلوى كالفقر أو المرض "﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهواءَهُم لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ وَمَن فيهِنَّ بَل أَتَيناهُم بِذِكرِهِم فَهُم عَن ذِكرِهِم مُعرِضونَ﴾ [المؤمنون: ٧١]" صدق الله العظيم!

لا يعذر الإنسان بجهله

﴿وَقالوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنّا نَعُدُّهُم مِنَ الأَشرارِ ۝ أَتَّخَذناهُم سِخرِيًّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ﴾ [ص: ٦٢-٦٣]

كانوا يظنون المسلمين على باطل وأنهم على حق فلم يشفع لهم ذلك الظن أن كانوا جاهلين بالحقيقة فهلكوا مع الذين كانوا يعلمون الحقيقة، فلا يعذر الإنسان بجهله.

كانَ آمِنًا

﴿فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبراهيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ﴾ [آل عمران: ٩٧]

من دخل حمى الله تعالى كان آمنا لا يضره شيء وهذا هو الغرض من الحج فهو لتعزيز الإيمان وتثبيته فتأمن عليه، وليطمئن من آمَن فهو آمِن إن لم يلبس إيمانه بظلم "﴿الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ﴾ [الأنعام: ٨٢]".

الله تعالى يعافي

﴿وَدَخَلَ المَدينَةَ عَلى حينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِها فَوَجَدَ فيها رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هذا مِن شيعَتِهِ وَهذا مِن عَدُوِّهِ فَاستَغاثَهُ الَّذي مِن شيعَتِهِ عَلَى الَّذي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ موسى فَقَضى عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشَّيطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ﴾ [القصص: ١٥]

أساس البلاء والإبتلاء هو الشيطان وليس الله تعالى فالشيطان يوقِع في البلاء والله تعالى يعافي قدر المستطاع ويُرقِّع خلف الشيطان ... إقرأ سورة القصص لترى منة الله تعالى على موسى حين وقع في هذه المصيبة وكيف أخرجه الله تعالى منها ... لم يتسخط موسى على الله تعالى ويقول يا رب لم أوقعتني في هذه المصيبة ولم يقل لله تعالى لم انتقمت مني بل نسب العمل فورا للشيطان ... حين تسمع المؤذن يقول الله أكبر فهو حقا أكبر من كل شيء سيئ قد تظنه فيه سبحانه ... هو ينقذ من الهلاك ولا يوقِع في الهلاك ... عمل الشيطان في الآية أنه جعل موسى يغتر بقوته وتعجبه نفسه وعنفوانه فيضرب المصري بعنفه وقوته فيقتله ... والشيطان حر طليق يعيث في الأرض فسادا لا يلوي على شيء وقد تركه الله تعالى يفعل ما يشاء في أولئك الخاطئين من البشر فينتقم لنفسه من جنس ابن آدم كما تهدد ربه عز وجل حين قال "﴿قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ﴾ [ص: ٨٢]" فهو كالمغناطيس لهم يجذبهم إليه وهو ينجذب إليهم وقد تألَّه بذلك، فجعل الكثير من بني آدم يعبده، وقد حذر الله تعالى من ذلك فقال "﴿وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارهَبونِ﴾ [النحل: ٥١]"، يقصد بالإله الثاني الشيطان فقد قال في ذلك "﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [يس: ٦٠]"، فالله تعالى إله وهذا الخبيث مُتَألِّه فالويل له.

الأحد، 7 يوليو 2019

رَميمٌ

﴿وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلقَهُ قالَ مَن يُحيِي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ ۝ قُل يُحييهَا الَّذي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَليمٌ﴾ [يس: ٧٨-٧٩]

العظام بعد أن تصبح رميما في الجسد الميت يصبح إحياؤها معجزا جدا فَلَو كانت مريضة في الجسد الحي كان علاجها صعبا ولكن رميماً يحتاج لمعجزة ربانية ... أليس من يحيي العظام وهي رميم بمعجزة قادر على إخراجك من حرجك مهما كان صعبا ويحيي الأمل الذي مات في قلبك كما يحيي العظام وهي رميم؟ بلى!

الصدق والكذب عند إبليس

﴿قالَ ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ ۝ قالَ فَاهبِط مِنها فَما يَكونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فيها فَاخرُج إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرينَ ۝ قالَ أَنظِرني إِلى يَومِ يُبعَثونَ ۝ قالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرينَ ۝ قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ ۝ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ ۝ قالَ اخرُج مِنها مَذءومًا مَدحورًا لَمَن تَبِعَكَ مِنهُم لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُم أَجمَعينَ ۝ وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ ۝ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ ۝ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ ۝ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [الأعراف: ١٢-٢٢]

لاحظ أن إبليس لم يكن يتكلم أمام الله تعالى إلا الحق والصدق بعكس كلامه أمام آدم وحواء فقد كان يكذب ويراوغ لذلك كل كلامه أمام الله تعالى يؤخذ به فحين قال "أَنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ" صدق! وحين قال "فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ ۝ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ" صدق! وحين قال لآدم وحواء "ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ ۝ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ" كذب! فسبحان الله العظيم.

التخويف بما سيكون بدون دليل

﴿وَإِذ قيلَ لَهُمُ اسكُنوا هذِهِ القَريَةَ وَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم وَقولوا حِطَّةٌ وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا نَغفِر لَكُم خَطيئَاتِكُم سَنَزيدُ المُحسِنينَ ۝ فَبَدَّلَ الَّذينَ ظَلَموا مِنهُم قَولًا غَيرَ الَّذي قيلَ لَهُم فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِجزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانوا يَظلِمونَ ۝ وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ ۝ وَإِذ قالَت أُمَّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظونَ قَومًا اللَّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذابًا شَديدًا قالوا مَعذِرَةً إِلى رَبِّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقونَ ۝ فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ أَنجَينَا الَّذينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَأَخَذنَا الَّذينَ ظَلَموا بِعَذابٍ بَئيسٍ بِما كانوا يَفسُقونَ ۝ فَلَمّا عَتَوا عَن ما نُهوا عَنهُ قُلنا لَهُم كونوا قِرَدَةً خاسِئينَ﴾ [الأعراف: ١٦١-١٦٦]

هذا الوعيد ليس كقصة الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول صلى الله عليه وسلم المشهورة التي فيها إنسخ المكتوب ووزعه على ثلاثين شخصا وإن لم تفعل سيحدث لك كذا وكذا من المصائب وادعاء أن أحدهم قام بإهمال الأمر فصار له كذا وكذا من المصائب إلى آخره كذبا وزورا، ولكن هنا قصص واقعية أهمل أصحابها التحذير فوقع بهم ما ذكره الله حقا وصدقا، وهي تحمل أيضا تحذيرا بما سيحدث في الآخرة، وعقاب الدنيا الذي رأيتموه بأعينكم يؤكد لكم أن ما نتوعد به للآخرة حقٌ وصدقٌ أيضا فاحذروا وهو ليس فقط للتخويف ولكن للتحذير بأن ما وقع أمامكم على الحقيقة يثبت أن ما نتوعد به للآخرة حقيقة أيضا، فسبحان الله العظيم.

كتلة الأجسام

كتلة الأجسام كيف تقاس وبناء على أي مبدأ؟ كتلة الألكترون يجب أن تكون كبيرة بالنسبة للنواة لأنها ثابتة بالنسبة له وهو يتحرك بسرعة كبيرة جدا متناسبة مع سرعة الضوء فكلما زادت سرعة الجسم زادت كتلته، فكيف عرفوا أن كتلة الإلكترون تعادل ١:١٨٤٠ من كتلة البروتون، وعن أي كتلة يتكلمون هنا فالكتلة نسبية كالزمن والطول ... كذلك كتلة الذرة تؤثر في كتلة الجسم الذي تتكون منه الذرات. والإلكترون المتحرك في الذرات كتلته تزيد من كتلة ذرته، واهتزاز الذرات يزيد من كتلتها لأنها تهتز بسرعة متناسبة مع سرعة الضوء وبالتالي كتلة الجسم تزيد بسرعة الأجزاء التي يتكون منها فحركة الإلكترونات السريعة واهتزاز الذرات الشديد داخل اليد مثلا تجعل كتلتها أكبر من حقيقتها لو توقفت الإلكترونات عن الدوران والذرات عن الإهتزاز ... وهذا استنتاج من النظرية النسبية.

متانة الخلق

﴿قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى﴾ [طه: ٥٠]
﴿الَّذي أَحسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طينٍ﴾ [السجدة: ٧]

يعطي الله تعالى مخلوقه من قوة ومتانة الخلق ما لا يجعل فيه أي عجز عن شيء يحتاجه في حياته قد يهدف إليه فالإنسان أُعطِيَ عضلات خَلْقُها أكمل ما يكون لحاجته في رزقه وعمله وحياته وهكذا الأعصاب والأطراف والعينين والقلب ... إلى آخره وهذا أقصى ما لدى الآدمي فلا يقولن أحد بعد ذلك أن فلانا له قوى روحانية خارقة أو له جسد خارق فهذا هراء ولكن فلانا المذكور يتحايل أو يستعين بالجن والشياطين وإن كان نبيا فبالملائكة لأن حد الإنسان ما خلقه الله عنده كباقي الناس مع الفروقات الفردية المعروفة ليس أكثر.

عطايا بدون دعاء!

﴿أَمَّن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَل هُم قَومٌ يَعدِلونَ ۝ أَمَّن جَعَلَ الأَرضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلالَها أَنهارًا وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَينَ البَحرَينِ حاجِزًا أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمونَ ۝ أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ ۝ أَمَّن يَهديكُم في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ وَمَن يُرسِلُ الرِّياحَ بُشرًا بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمّا يُشرِكونَ ۝ أَمَّن يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ﴾ [النمل: ٦٠-٦٤] 
﴿قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ اللَّيلَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِضِياءٍ أَفَلا تَسمَعونَ ۝ قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ النَّهارَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِلَيلٍ تَسكُنونَ فيهِ أَفَلا تُبصِرونَ ۝ وَمِن رَحمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لِتَسكُنوا فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [القصص: ٧١-٧٣] 
﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ۝ وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ ۝ وَمِن آياتِهِ مَنامُكُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وَابتِغاؤُكُم مِن فَضلِهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَسمَعونَ ۝ وَمِن آياتِهِ يُريكُمُ البَرقَ خَوفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحيي بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ ۝ وَمِن آياتِهِ أَن تَقومَ السَّماءُ وَالأَرضُ بِأَمرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُم دَعوَةً مِنَ الأَرضِ إِذا أَنتُم تَخرُجونَ ۝ وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ كُلٌّ لَهُ قانِتونَ ۝ وَهُوَ الَّذي يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَهُوَ أَهوَنُ عَلَيهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعلى فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [الروم: ٢١-٢٧] 

عطايا بدون دعاء!

لا هزل فيه

إقرأ القرآن لن تجده يتكلم عن عباد الله الصالحين إلا أنهم كانوا جادِّين ليس فيهم هزل ولا ضحك ولا عبث وتجد القرآن نفسه جادا لا هزل فيه ولا مزاح ولا ضحك "﴿إِنَّهُ لَقَولٌ فَصلٌ ۝ وَما هُوَ بِالهَزلِ﴾ [الطارق: ١٣-١٤]" لماذا؟ لو نظرنا إلى الحياة نفسها لوجدناها جادة في كل نواحيها منذ تكون الجنين وحتى الموت لا هزل فيها وهي تفرض نفسها بقسوة على كل المخلوقات وما يهزل به الناس هو لتخفيف وقع الحياة وقسوتها وجديتها وهو ليس الأصل بل الأصل الجدية ... إقرأ سورة الأنبياء لتحس بما أقول فإن سورة الأنبياء تتكلم عن الغفلة التي منها اللهو واللعب وضدها الحساب والإحكام (الحكم). فسبحان الله العظيم.

حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ

﴿حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأسُنا عَنِ القَومِ المُجرِمينَ﴾ [يوسف: ١١٠]
إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ}
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 4686.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

الحديث يشرح لماذا ينتظر الله حتى يستيئس الرسل ويكون النصر متأخرا جدا للمؤمنين وكذلك استجابة دعاء الرسل والمؤمنين بالنصر فسبحان الله العظيم.

نكفر بالعلم

نحن نؤمن بالله إيماناً يقينيا ونكفر بالعلم (علوم الكون والإنسان والأرض مثلا) فإذا قال العلم شيئا شككنا فيه حتى يأتي القرآن ويؤكده عندها نصدق ما جاء به العلم لأن كلام الله تعالى يقيني وكلام العلم تفسيرات ينتج عنها فرضيات ثم نظريات. وليس كل ما جاء به القرآن نعرضه على العلم فما طابق العلم صدقناه وأثبتناه وما ناقضه شككنا في القرآن. كلا، بل نعرض العلم على القرآن فما طابق قبلناه وما اختلف رددناه. وقد يختلط الأمر على الناظر فيرى العلم شيئا ويروي القرآن شيئا آخر هنا يكون أحد حالتين: الأولى أن العلم في طور الفرضية أو النظرية فلم يطابق القرآن فهنا يؤخذ بالقرآن على أنه الحقيقة. والحالة الثانية أن العلم يتكلم عن شيء والقرآن يتكلم عن شيء آخر وهناك لبس في فهم المفسر فيرى اختلافا في شيء يظنه واحداً وهو شيئان مختلفان، والعلم يحتمل الصواب أو الخطأ، فإن احتمل الصواب فلا مشكلة لعدم تعارضه مع القرآن، فالقرآن يتكلم عن شيء والعلم يتكلم عن شيء آخر. بهذا يكون من الخطأ الفادح أن نقول أن القرآن تكلم عن شيء قاله العلم قبل كذا وكذا قرن فهذا استشهاد بعلم فرضي نظري على ما قاله القرآن وهو غيبي يقيني. وكثيرا ما يثبت خطأ العلم فماذا نقول بعد ذلك؟ بهذا نحن نشكك في القرآن. لقد قارنا فرضا بحقيقة، وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من السفهاء مدعي التحضر ويستغله أعداء الإسلام بسفه! قبل المقارنة يجب التريث حتى يثبت العلم ويصبح يقينيا. والحمد لله رب العالمين.

القنوات الفضائية

﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُوًا أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهينٌ ۝ وَإِذا تُتلى عَلَيهِ آياتُنا وَلّى مُستَكبِرًا كَأَن لَم يَسمَعها كَأَنَّ في أُذُنَيهِ وَقرًا فَبَشِّرهُ بِعَذابٍ أَليمٍ﴾ [لقمان: ٦-٧]

مثل القنوات الفضائية التي تبث الأغاني والأفلام والمسلسلات وبرامج المنوعات فهم ليقوموا بعملهم على الوجه المطلوب يشترون الأغاني والأفلام وبرامج المنوعات وغيرها (لهو الحديث) من المغنين والمنتجين ليصرفوا الناس عن طاعة الله وعبادته والإيمان به ويتخذون الدين هزوا ومادة للسخرية في أفلامهم ومسلسلاتهم ... وهؤلاء ومن يشايعهم ويسايرهم من المشاهدين إذا سمعوا كلام الله يتلى انصرفوا عنه واستكبروا لفساد فطرتهم التي أفسدها سماع الغناء والكلام الفارغ الباطل الضار الذي تبثه قنوات هؤلاء الفاسدة فالويل لهم!