الجمعة، 19 يوليو 2019

المتممات القرآنية

تعريف التفريع: جعل شيء عقيب شيء، لاحتياج اللاحق إلى السابق‏.‏
فرّع: فرّق، و فرع كل شي‌ء: أعلاه، و تفرّعت أغصان الشجرة أي كثرت‌. و التفريع مصدر قولك: «فرعت من هذا الأصل فروعا» إذا استخرجتها. قال ابن رشيق: «و هو من الاستطراد كالتدريج في التقسيم، و ذلك أن يقصد الشاعر وصفا ما ثم يفرع منه وصفا آخر يزيد الموصوف توكيدا»

تجد الآية تتكلم عن أشياء في مجموعها لا تغطي كل شيء عن الموصوف ثم تتبعها بكلمة تغطي كل النقص في الآية وقد يكون هذا تفريعا، وأفضل تسميته المتممات القرآنية لأن الكلمة اللاحقة تتمم معنى الكلمة أو الكلمات السابقة لاحتياج السابق للاحق وهي لبيان وتوضيح النقص في الكلمات السابقة وقد لا يكون تفريعا منها، ولأن اللاحق قد يكون هو الأصل وليس السابق لذلك وصفها بالمتممات أدق، وتجدها منتشرة في كتاب الله مثاله:
"﴿إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ﴾ [الأعراف: ٨١]" ... كلمة مسرفون هنا تضيف إلى أعمالهم الفاسدة ما تحمله كلمة الإسراف من معاني فليس كل عملهم أنهم يأتون الرجال شهوة ولكن هناك أعمالا سيئة أخرى، كذلك قوله تعالى "﴿أَئِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ وَتَقطَعونَ السَّبيلَ وَتَأتونَ في ناديكُمُ المُنكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا ائتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ ۝ قالَ رَبِّ انصُرني عَلَى القَومِ المُفسِدينَ﴾ [العنكبوت: ٢٩-٣٠]" أضافت كلمة المفسدين معاني الإفساد المختلفة إلى أعمالهم التي ذكرها في الآية السابقة وكذلك ليبين أن أعمالهم المذكورة في الآية السابقة ليست كل ما يعملوه بل لهم أعمال أخرى تندرج تحت الإفساد، كذلك قوله تعالى "﴿قالوا إِنّا أُرسِلنا إِلى قَومٍ مُجرِمينَ ۝ لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طينٍ ۝ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلمُسرِفينَ ۝ فَأَخرَجنا مَن كانَ فيها مِنَ المُؤمِنينَ ۝ فَما وَجَدنا فيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمينَ ۝ وَتَرَكنا فيها آيَةً لِلَّذينَ يَخافونَ العَذابَ الأَليمَ﴾ [الذاريات: ٣٢-٣٧]" فكلمة "للمسرفين" متممة ل "مجرمين" تُفصِّلها وتوضحها، وكلمة "المسلمين" متممة لكلمة "المؤمنين" تزيد من المعنى وتوضحه فهم مؤمنون ومسلمون وكلمة "يَخافونَ العَذابَ الأَليمَ" تتمم " لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طينٍ" تؤكد أن حجارة الطين ليست كل عذابهم بل هناك عذابات أخرى مخيفة، والأمثلة في كتاب الله كثيرة وقد اخترت هذه، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق