الجمعة، 19 يوليو 2019

الله تعالى يعافي

﴿وَدَخَلَ المَدينَةَ عَلى حينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِها فَوَجَدَ فيها رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هذا مِن شيعَتِهِ وَهذا مِن عَدُوِّهِ فَاستَغاثَهُ الَّذي مِن شيعَتِهِ عَلَى الَّذي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ موسى فَقَضى عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشَّيطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ﴾ [القصص: ١٥]

أساس البلاء والإبتلاء هو الشيطان وليس الله تعالى فالشيطان يوقِع في البلاء والله تعالى يعافي قدر المستطاع ويُرقِّع خلف الشيطان ... إقرأ سورة القصص لترى منة الله تعالى على موسى حين وقع في هذه المصيبة وكيف أخرجه الله تعالى منها ... لم يتسخط موسى على الله تعالى ويقول يا رب لم أوقعتني في هذه المصيبة ولم يقل لله تعالى لم انتقمت مني بل نسب العمل فورا للشيطان ... حين تسمع المؤذن يقول الله أكبر فهو حقا أكبر من كل شيء سيئ قد تظنه فيه سبحانه ... هو ينقذ من الهلاك ولا يوقِع في الهلاك ... عمل الشيطان في الآية أنه جعل موسى يغتر بقوته وتعجبه نفسه وعنفوانه فيضرب المصري بعنفه وقوته فيقتله ... والشيطان حر طليق يعيث في الأرض فسادا لا يلوي على شيء وقد تركه الله تعالى يفعل ما يشاء في أولئك الخاطئين من البشر فينتقم لنفسه من جنس ابن آدم كما تهدد ربه عز وجل حين قال "﴿قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ﴾ [ص: ٨٢]" فهو كالمغناطيس لهم يجذبهم إليه وهو ينجذب إليهم وقد تألَّه بذلك، فجعل الكثير من بني آدم يعبده، وقد حذر الله تعالى من ذلك فقال "﴿وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارهَبونِ﴾ [النحل: ٥١]"، يقصد بالإله الثاني الشيطان فقد قال في ذلك "﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [يس: ٦٠]"، فالله تعالى إله وهذا الخبيث مُتَألِّه فالويل له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق