الأحد، 18 أغسطس 2019

التعطيل في التفسير

﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ ۝ رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَومٍ لا رَيبَ فيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخلِفُ الميعادَ﴾ [آل عمران: ٨-٩]

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا يا وهاب من لدنك رحمة وخصنا بهذه الرحمة يوم تجمع الناس ليوم لا ريب فيه فأنت لا تخلف الميعاد فهو حق فاجعل رحمتك لنا يومها حق
فإذا لم نفسر قوله تعالى "لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" بقولنا "فأنت لا تخلف الميعاد فهو حق فاجعل رحمتك لنا يومها حق" فقد عطلنا قوله تعالى "لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" وجعلناها زائدة، ومثل هذا كثير جدا عند المفسرين فترى المفسر يفسر الجمل جملة جملة ولا يربط بينها فتتعطل بعض جمل الآية ولا يفهم القارئ فائدتها وتصبح زائدة، وهذا ليس عيب في المفسرين فهذا القرآن بحر من العلم، كل عالم تفسير يدرك قطرة منه فتكفيه ولكن الذي يعلم تأويله هو الله تعالى "﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ [آل عمران: ٧]".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق