الخميس، 16 مايو 2019

لِسَعيِها راضِيَةٌ

إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ [الجزء: ٩ | الأعراف (٧)| الآية: ٢٠٦]
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [الجزء: ٤ | آل عمران (٣)| الآية: ١٦٩]
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [الجزء: ١ | البقرة (٢)| الآية: ١٣٠]
﴿فَإِنِ استَكبَروا فَالَّذينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحونَ لَهُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وَهُم لا يَسأَمونَ ۩﴾ [فصلت: ٣٨]
﴿وَما هذِهِ الحَياةُ الدُّنيا إِلّا لَهوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾ [العنكبوت: ٦٤]
يأكل أهل الجنة فيها ويشربون . ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون . ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك . يلهمون التسبيح والحمد ، كما يلهمون النفس . قال وفي حديث حجاج " طعامهم ذاك " . وفي رواية : بمثله . غير أنه قال : ويلهمون التسبيح والتكبير ، كما يلهمون النفس
الراوي:جابر بن عبدالله المحدث: مسلم -المصدر:صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم:2835
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إبراهيم بن أدهم التابعي الإمام الزاهد:قال لبعض أصحابه يوماً: " لو عَلِم الملوكُ وأبناءُ الملوك ما نحن فيه - أي من السعادة والسرور - لجالدونا عليه بالسيوف ". (البداية والنهاية لابن كثير)
﴿وُجوهٌ يَومَئِذٍ ناعِمَةٌ ۝ لِسَعيِها راضِيَةٌ ۝ في جَنَّةٍ عالِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٨-١٠]
{ لِسَعْيِهَا } الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، { رَاضِيَةٍ } إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه. [تفسير السعدي]

السعي هو العمل والجد والنشاط ومنه السعي بين الصفا والمروة.
لسعيها راضية يصح معنى الآية أنه في الدنيا ويصح أنه في الآخرة كما سنبين أدناه فكلام الله تعالى حمَّال أوجه ... الكلام أدناه يتكلم عن (مهنة) أهل الجنة فالمتع الحسية من مأكل ومشرب وملبس ونساء وكرامة ورضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم ليست كل ما يعمله أهل الجنة فهذه كلها متع حسية ولكن هناك متع روحية التي هي العبادة والتسبيح والسجود لله ... ألا تشتاق النفس إليها في الجنة وهي أجمل ما فيها؟
البيان:
في آية الأعراف يفسر المفسرون قوله تعالى “الذين عند ربك” بالملائكة ولا يذكرون الشهداء مع أن الشهداء عند ربهم وآية آل عمران تقول أن الشهداء عند ربهم إذن الذين عند ربهم هم الملائكة والشهداء ... الإثنين ... لا فرق فالشهداء لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون مثل الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون بجانب ملذاتهم الحسية، فما المشكلة، وهل هناك أجمل أو ألذ أو أعظم من عبادة الله والتسبيح والسجود لله وينسحب هذا القول على أهل الجنة فهم يعملون في الجنة ومهنتهم عبادة الله والتسبيح والسجود لله بلا سأم ولا نصب ولا لغوب ولا جوع ولا ظمأ، وأيضا بلا لهو ولا لعب فاللهو واللعب مضيعة للوقت والجهد بدون فائدة فالعبادة والتسبيح والسجود لله هي بديل اللهو واللعب في الجنة فهي الحيوان أي الحياة الحقيقية، وهذا من تنويع اللذات لهم فهناك الحسية وهناك الروحية وكلاهما لأهل الجنة وإنما أعدت الجنة لعبادة الله والتسبيح والسجود لله بجانب الملذات الحسية من مأكل ومشرب وملبس ونساء وكرامة ورضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم ويدل على ذلك آية البقرة فسيدنا إبراهيم عليه السلام في الآخرة وفي الجنة، من الصالحين والصلاح هو فعل الخير أي أن الجنة أهلها يفعلون الخير والخير أبواب لعمل أنواع العمل الصالح من عبادة وتسبيح وسجود لله تعالى، ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات" ولم يحدد هل ذلك في الدنيا فقط أم في الدنيا والآخرة فيدل على أنه في الدنيا والآخرة فالعبد يعبد الله في الدنيا وفي الجنة كذلك، والله تعالى أعلم. والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق