الخميس، 16 مايو 2019

أَرِني كَيفَ تُحيِي المَوتى

﴿أَو كَالَّذي مَرَّ عَلى قَريَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها قالَ أَنّى يُحيي هذِهِ اللَّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَم يَتَسَنَّه وَانظُر إِلى حِمارِكَ وَلِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَانظُر إِلَى العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمَّ نَكسوها لَحمًا فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ۝ وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيِي المَوتى قالَ أَوَلَم تُؤمِن قالَ بَلى وَلكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبي قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطَّيرِ فَصُرهُنَّ إِلَيكَ ثُمَّ اجعَل عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنهُنَّ جُزءًا ثُمَّ ادعُهُنَّ يَأتينَكَ سَعيًا وَاعلَم أَنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٩-٢٦٠]

أو كالذي مر على قرية واستعجب كيف يحييها الله تعالى بعد موتها فأماته الله وحماره ليريه أن إحياء الله الموتى شيء فوق قدرة فهمه فعليه أن يعلم قدرة الله على ذلك وليس كيفية ذلك فهل فهم كيف يحيي الله الموتى حين رأى حماره يعاد خلقه ... الجواب كلا فهذا فوق أفهام البشر، إنه حتى لم يعرف كم لبث ميتا فكيف سيدرك علما كعلم إحياء الموتى الذي لا يعلمه إلا الله ... ومثله سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي سأل الله أن يريه كيف يحيي الموتى فطلب الله منه أن يأخذ أربعة من الطير يقطعهن ويمزجهن مع بعضهن البعض ويجعل على كل جبل منهن جزءا ثم يدعوهن فيأتينه سعيا فهل عرف إبراهيم عليه السلام كيف أحياهن الله تعالى ... الجواب كلا أيضا فهذا فوق أفهام البشر فلا يسألوا شيئا مثل هذا فالله عزيزٌ جانبه حكيم فعله وكل ما تعلماه هو أن الله على كل شيء قدير فَلَو فهم الرجلان كيف يحيي الله الموتى لفهمنا نحن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق