الاثنين، 20 مايو 2019

الإستدراج

الله تعالى يستدرج العبد ويمكر به ويرفع حمايته عنه ويوقعه في المصائب ولكن بوجه حق بدون ظلم، ولكن حين يفكر العبد في حاله ومصيبته ومن أين أتت يقول هي من الله وأن الله ظلمه فالإنسان لا يحب من يمكر به ويستدرجه للمصائب فتضيق نفسه بمن يفعل ذلك به حتى ولو كان هو المخطئ فالإنسان لا يلوم نفسه والصبر صعب عليه ويريد أي أحد ليتهمه بمصيبته ويكون الله أقرب شيء لتفكيره فيتهمه نعوذ بالله من الخذلان ... قال تعالى "﴿وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ﴾ [الأنفال: ٣٠]" لم يتسخط عليه السلام من مكر الكفار به ويقول لماذا يسلطهم الله علي؟ فأخرج الله تعالى من الصورة وعمل ما ينقض عملهم وحمد الله على أن الله يمكر بهم ولا يمكر به فالله تعالى لن يمنع أحد من فعل شيء يريده ضدك لأنه أعطى الحرية للجميع التي هي مناط التكليف ولكن يدافع عنك لأنك مؤمن ولا يمكر بك بل يمكر لك فكيف تدعي أن الله تعالى يسلط الناس عليك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وإذا عاقبك الله تعالى على ذنب فعلته فذلك لك لا عليك لأنه لو تركك لتماديت في الذنب ولحصل مالا يحمد عقباه أو لوقعت في مصائب كبيرة جراء تكرار الذنب "﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ﴾ [الحج: ٣٨]". والله تعالى خيرٌ محض كما أخبر في كتابه "﴿... إِنَّ اللَّهَ بِالنّاسِ لَرَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [الحج: ٦٥]" وقال في حق المؤمنين "﴿... يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ ...﴾ [البقرة: ١٨٥]" وكان يقول نبيه عليه السلام في دعاء الإستفتاح "... والخَيرُ كلُّه في يدَيْكَ، والشَّرُّ ليس إليكَ ... إسناده صحيح على شرط مسلم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق