الاثنين، 20 مايو 2019

الله تعالى يضرب

الله تعالى لا يضرب لينتقم ولكن النفس تحتاج لصدمات تكون مؤلمة لينصلح حالها فهو أعلم بها وبما يصلحها مثل جلسات الكهرباء التي يضرب بها رأس المريض النفسي فتصلح حالته، فالله تعالى لا ينتظرك بالألم والضرب حقدا وكراهة وبغضا ويُدَفِّعك ثمن الجنة ولكن إن أحبك أراد إصلاحك ولا يكون ذلك إلا بالإيلام والضرب وهو موجع ولكن لا سبيل إلا بذلك كالأب الذي يخاف على إبنه يضربه ويوبخه لعله ينصلح حاله وهو يحبه ... هذه تسمى الفتنة وأصلها في اللغة الإختبار والإمتحان بالنار كالذهب يفتن بالنار ليفصل الذهب الخالص عن الشوائب فيؤخذ الذهب الخالص ويلقى بالشوائب ... والله تعالى يفتن الناس ليختبر معدنهم ليميز الخبيث من الطيب ويفتن العبد ليستخلص أحسن مافيه ويطهره من قذره "﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]" ... الله تعالى يحب سليمان فيفتنه لماذا؟ لكي ينيب "﴿وَلَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَأَلقَينا عَلى كُرسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنابَ﴾ [ص: ٣٤]"، يحب داود فيفتنه لماذا؟ لينيب "﴿قالَ لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ الخُلَطاءِ لَيَبغي بَعضُهُم عَلى بَعضٍ إِلَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَليلٌ ما هُم وَظَنَّ داوودُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعًا وَأَنابَ﴾ [ص: ٢٤]". والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق