الخميس، 16 مايو 2019

عندما يَأْتِ الله بالفرج

﴿فَنَبَذناهُ بِالعَراءِ وَهُوَ سَقيمٌ ۝ وَأَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطينٍ﴾ [الصافات: ١٤٥-١٤٦]

أنبت الله على سيدنا يونس عندما لفظه الحوت شجرة من يقطين وليس جنات وعيون وزروع ومقام كريم ... فكم أخذت من الوقت لتنبت وهو ملقى على الشاطيء فقد أنبتها الله تعالى عليه. أي لم تكن موجودة قبل وصوله ... فلينتظر ... الآن نبتت الشجرة ... شجرة من يقطين من ثمرها يأكل ويرتوي ويتظلل بظلها البسيط. كان فطوره وغداؤه وعشاؤه وشرابه ودواؤه منها إلى أن استقام صلبه وهذه نعمة عظيمة من الله تعالى له وإلا فلكان نبذه في الخلاء لا ماء ولا شجر ليموت جوعا وعطشا لذلك قال الله تعالى "﴿لَولا أَن تَدارَكَهُ نِعمَةٌ مِن رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالعَراءِ وَهُوَ مَذمومٌ﴾ [القلم: ٤٩]". هذا نبي مريض ومنهك وليس له طعام إلا اليقطين ومنها شرابه وشجرتها بيته. وحيد في أرض لا يصل إليه فيها أحد ... أي كرب كان فيه هذا الرجل ... ومع ذلك قال الله تعالى عنه "لَولا أَن تَدارَكَهُ نِعمَةٌ مِن رَبِّهِ" فعدها الله تعالى نعمة. فإذا ابتلي العبد فليصبر حتى يفرجها الله تعالى عليه فعند الإبتلاء تكون الدنيا ضيقة جدا ولكن عندما يَأْتِ الله بالفرج تتسع وتكون منة الله عظيمة كما حدث مع سيدنا يونس عليه السلام بعد هذا الموقف، فقد قال الله تعالى عن فرجه "﴿وَأَرسَلناهُ إِلى مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزيدونَ ۝ فَآمَنوا فَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ﴾ [الصافات: ١٤٧-١٤٨]". أي سعة وأي كرم بعد هذا الضيق. والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق