الخميس، 16 مايو 2019

فَاستَجَبنا لَهُ

عندما يأتي العبد بحجة بيْنه وبيْن نفسه يريد أن لا يؤدي بهذه الحجة طاعة لله يستطيعها أو يؤخرها لكنها مُتعِبة قليلا له فإنه يأتي بتبرير بسيط فيه مراوغة بيْنه وبيْن نفسه لكي لا يؤدي بها الطاعة أو يؤخرها، ولكن لا يقبل من الله ورسوله آيات وأحاديث واضحة بهذا الخصوص أوضحها الله تعالى في كتابه وحدث بها نبيه عليه السلام فيتسخط على الله تعالى أو يعتب عليه إذا أخر الله تعالى الإجابة على دعاء دعا به ... ألم تلاحظ أن الله يعاملك بالمثل، فأنت تؤخر الطاعة وهو يؤخر الإجابة فلا تسخط فأنت من بدأ بالتأخير ... إذا أردت أن يستجيب الله تعالى لك فاستجب له فهو يدعوك كما تدعوه وهو غني عنك وأنت لا غنى لك عنه "﴿استَجيبوا لِرَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُم مِن مَلجَإٍ يَومَئِذٍ وَما لَكُم مِن نَكيرٍ﴾ [الشورى: ٤٧]" وسارع بالطاعة ولا تؤخرها، فإن الله تعالى سوف يسارع بالإستجابة إن كنت من المسارعين إلى طاعته، لذلك تجد أن الله تعالى يمدح الذين يسارعون في الخيرات بسرعة الإستجابة، وهذه أمثلة: "﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ ۝ فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيناهُ أَهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَذِكرى لِلعابِدينَ ۝ وَإِسماعيلَ وَإِدريسَ وَذَا الكِفلِ كُلٌّ مِنَ الصّابِرينَ ۝ وَأَدخَلناهُم في رَحمَتِنا إِنَّهُم مِنَ الصّالِحينَ ۝ وَذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ۝ فَاستَجَبنا لَهُ وَنَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ۝ وَزَكَرِيّا إِذ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ ۝ فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ يَحيى وَأَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ إِنَّهُم كانوا يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَيَدعونَنا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانوا لَنا خاشِعينَ﴾ [الأنبياء: ٨٣-٩٠]" والشاهد قوله تعالى (فَاستَجَبنا لَهُ)، فاستجبنا الفاء تدل على فورية الإستجابة فبمجرد أن يدعو النبي تكون الإستجابة. وهذه الآيات تسرد أسباب الإستجابة الفورية من الله تعالى ومنها المسارعة في الخيرات، فهم يسارعون في الخيرات والله تعالى يسارع في الإستجابة. والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق