الخميس، 16 مايو 2019

العدل والرحمة

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء : 123]
لما نزلت : مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [ 4 / النساء / 123 ] بلغتْ من المسلمين مبلغًا شديدًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " قارِبوا وسدِّدوا . ففي كلِّ ما يصابُ به المسلمُ كفارةٌ . حتى النكبةِ ينكبُها ، أو الشوكةَ يشاكُها " . قال مسلمٌ : هو عمرُ بنُ عبدِالرحمنِ بنِ مُحيصنٍ ، من أهلِ مكةَ .
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : مسلم.
المصدر : صحيح مسلم.
الصفحة أو الرقم: 2574.
خلاصة حكم المحدث : صحيح.

قال تعالى يُجْزَ به ولم يقل أجزيه به فمن هذا الذي استخدمه الله تعالى ليجزي به العبد الذي يعمل سوءا ... الواضح أن الله لم يجزه بنفسه ولم يتول الأمر بنفسه ولكن هناك من فعل ذلك نيابة عنه تعالى، أو عملت قوانينه الكونية سبحانه ذلك نيابة عنه فيكون العقاب عادلا ... وهذا للمؤمن والكافر، فلو تولى ذلك بنفسه لرحم عبده، فهو أرحم الراحمين سبحانه، فليحذر العبد من الذنب، فإنه عندما لا يتولى الله العقوبة بنفسه ستكون العقوبة شديدة بحجم العمل السيء لأنها ستكون بالعدل ولو تولاها الله بنفسه لعفى وغفر وصفح أو خفف العقوبة ولاستحى من عبده لأنه عفو غفور ورحيم حليم وحيي كريم سبحانه وتعالى ولكنه عادل يحاسب بالعدل، فلأن العقوبة للمؤمن والكافر ترك الأمر لغيره بالعقوبة ولو كانت للمؤمن فقط لتولاها بنفسه ليرحمه ولكن لما كانت العقوبة للمؤمن والكافر تركها للعدل لبغضه للكافر، فليحذر المؤمن من هذا العدل فالحكم هنا بالعدل وليس بالرحمة والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق