الخميس، 16 مايو 2019

المادة والمادة المضادة

﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]

الحسنات يذهبن السيئات وكذلك السيئات يذهبن الحسنات تماما كالمادة والمادة المضادة يفني بعضها بعضا وبعد هذه العملية يوم القيامة لا يتبقى إلا حسنات فقط أو سيئات فقط ومن لم يبق له إلا حسنات دخل الجنة ومن لم يبق له إلا سيئات دخل النار فلا يقال أن فلان له حسنات وسيئات يعذب في النار بقدر سيئاته ويدخل الجنة بعد ذلك بحسناته، كلا، فلا تجتمع لإنسان حسنات وسيئات، فقط حسنات أو فقط سيئات إقرأ قوله تعالى "﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ ۝ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧-٨]" ... السؤال: لِمَ يعذَب العصاة من المؤمنين في النار ثم يدخلون الجنة؟ ألم يستحقوا النار حيث ليس لديهم حسنات بل سيئات فقط؟ ... يبدو أنه هناك مقياس ثالث غير الحسنات والسيئات وهو الإيمان بالله وقول لا إله إلا الله وبعض الخير ... قد يكون هؤلاء المؤمنين فنيت حسناتهم ولم يبق لهم إلا سيئات فيدخلون النار يعذبون فيها (ما يعادل سيئاتهم حتى تفنى: أنظر أدناه) ثم يدخلون الجنة لأنهم كانوا مؤمنين يقولون لا إله إلا الله وفي قلوبهم بعض الخير ويؤيد هذا الكلام قوله صلى الله عليه وسلم "يقولُ اللَّهُ أخرجوا منَ النَّارِ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قلبِه منَ الخيرِ ما يزنُ شعيرةً أخرجوا منَ النَّارِ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وفي قلبِه منَ الخيرِ ما يزنُ برَّةً أخرجوا منَ النَّارِ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وفي قلبِه منَ الخيرِ ما يزنُ دودةً أخرجوا منَ النَّارِ من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وفي قلبِه منَ الخيرِ ما يزنُ ذرَّةً .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم: 700/2
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
التخريج : أخرجه أحمد (13929)، وعبد بن حميد في ((المسند)) (1170)، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/700) واللفظ له" ... ودخول النار هو الشر المقصود في قوله تعالى "شَرًّا يَرَهُ" حتى ولو كان سيمكث فيها بعض الوقت فهو شر، والسؤال هل حقا أن النار تفني السيئات أم الخير هو ألذي يفنيها؟ الحديث الشريف أعلاه يقول الخير، ولكن لا بأس بالقول أن النار تفني السيئات لقول ابن مسعود رضي الله عنه "ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابًا" فما فائدة النار إذا لم تخلق لحرق السيئات وإفنائها والله تعالى غني عن تعذيب الخلق والدليل قوله تعالى "﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾ [الشورى: ٤٠]" سيئة مثلها: وهل هناك أسوأ من النار فالسيئة التي هي النار تعاقب سيئة الكافر حتى تفنيها ومع الوقت تفنى سيئات الكافر ثم يفنيه الله تعالى فهو ليس لديه حسنات يستحق بها الجنة فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق