الخميس، 16 مايو 2019

العلم الذاتي

﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٨٦]
﴿فَلَمّا أَن جاءَ البَشيرُ أَلقاهُ عَلى وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصيرًا قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٩٦]

أعلم من الله مالا تفهموه ولن تفهموه فلذلك لن أقوله لكم لكي لا استثير سخريتكم أو شفقتكم مثال هذا العلم الذاتي هو الإشياء التي يستنتجها المؤمن مما يراه في يومه كآيات توجهه في قادم أيامه يدرك أنها من الله ويقتنع بها قناعة تامة وتقع في نفسه وقلبه وتكون كذلك. وبالنسبة لسيدنا يعقوب عليه السلام كان مقتنعا أن ابنه يوسف عليه السلام حي يرزق وسيكون له شأن عظيم وهذه القناعة لديه استنتجها من رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام وهو طفل وحكاها له حول رؤيته أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم له ساجدين وقال له ساعتها أن الله اجتباه وطلب منه أن لا يقُصَّ رؤياه على إخوته. هذه القناعة لو أخبر بها أولاده لسخروا منه ولقالوا له أضغاث أحلامٍ لطفل مع علمهم أن أباهم نبي ولكن مع علمهم هذا فهم ليسوا بارين به فلن يهتموا لذلك فكان يكتفي بالقول "أَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ" تهربا من مواجهتهم والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق