الخميس، 16 مايو 2019

إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ

﴿يا داوودُ إِنّا جَعَلناكَ خَليفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ لَهُم عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسوا يَومَ الحِسابِ﴾ [ص: ٢٦]
نسوا يوم الحساب وغفلوا عنه وقد أخذ الله تعالى عليهم العهد يوم أخذهم من ظهور آبائهم وهاهم الآن ينسوه فمن يتذكر؟ أليست حجتهم في الآيات التالية قوية أنهم كانوا عن أخذ العهد غافلين أو أنهم وجدوا أنفسهم في بيئة مشركة مبطلة ضالة فهل يعذبهم وهذه هي الحالة؟ الجواب نعم لكن لماذا؟ لقد انطلقوا في الحياة وراء ملذاتهم وشهواتهم، وضمائرهم وقلوبهم في البداية ترفضها وتأباها فداسوا على ضمائرهم وأحاسيسهم النبيلة وانطلقوا وراء ملذاتهم وشهواتهم لا يلوون على شيء فكان نتيجة ذلك أن ماتت ضمائرهم وقلوبهم وأصبحوا غافلين فلا يستطيعون التمييز بين الحسن والقبيح وأشركوا بالله وفعلوا الموبقات فماذا يريدون الآن؟ الجنة؟ كلا فسيئاتهم تحجبهم عن دخولها والويل لهم. "﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ ۝ أَو تَقولوا إِنَّما أَشرَكَ آباؤُنا مِن قَبلُ وَكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعدِهِم أَفَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ ۝ وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الأعراف: ١٧٢-١٧٤]"
أي لعلهم يرجعون عن أسلوب حياتهم من فعل المنكرات المؤدية إلى الكفر والغفلة إلى العمل الصالح المؤدي للإيمان والإستيقاظ من الغفلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق