الخميس، 16 مايو 2019

لماذا يخنس الشيطان عند الإستعاذة بالله تعالى منه

الشيطان يحارب الله تعالى ولكنه يخافه خوفا شديدا لأنه يعلم تماما بالتجربة أن الله تعالى شديد العقاب "﴿وَإِذ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ وَقالَ إِنّي بَريءٌ مِنكُم إِنّي أَرى ما لا تَرَونَ إِنّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَديدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٤٨]" وأن الله تعالى لن يفوت عقابه له ولا لمرة واحدة على أي ذنب. كل هذا في الدنيا قبل الآخرة لأن آية "﴿لَيسَ بِأَمانِيِّكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ وَلا يَجِد لَهُ مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا﴾ [النساء: ١٢٣]" معناها عقوبة دنيوية كما ورد في الحديث الصحيح "لَمَّا نزلَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ شقَّ ذلِكَ على المسلِمينَ فشَكَوا ذلِكَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ قارِبوا وسدِّدوا وفي كلِّ ما يصيبُ المؤمِنَ كفَّارةٌ حتَّى الشَّوْكةَ يشاكُها أوَ النَّكبةَ ينْكبُها
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : الألباني.
المصدر : صحيح الترمذي.
الصفحة أو الرقم: 3038.
خلاصة حكم المحدث : صحيح."، لذلك يعلم الشيطان أنه سيعاقب ويتألم فهو قد جرب ذلك فيكتفي بما وسوس ويخنُس - أي يتصاغر هاربا من العقاب وهذا مؤلم له وهو عقابه. فعندما يستعيذ المؤمن بالله تعالى، وهو التجاء العبد المؤمن لله واعتصامه به، فإن الله تعالى سيعصمه ويبعد عنه الشيطان بتصغيره كالذباب وهذا مؤلم له كما في الحديث الصحيح "عن أبي تَميمةَ الهُجَيميِّ، عن رِدْفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو مَن حَدَّثَه عن رِدْفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه كان رِدْفَه فعَثَرَتْ به دابَّتُه، فقال: تَعِسَ الشَّيطانُ، فقال: لا تَفعَلْ؛ فإنَّه يَتعاظَمُ إذا قُلتَ ذلك حتى يَصيرَ مِثلَ الجَبَلِ، ويقولُ: بقُوَّتي صَرَعتُه، وإذا قُلتُ: باسمِ اللهِ، تَصاغَرَ حتى يكونَ مِثلَ الذُّبابِ.
الراوي : رجال من أصحاب رسول الله.
المحدث : شعيب الأرناؤوط.
المصدر : تخريج المسند.
الصفحة أو الرقم: 23092.
خلاصة حكم المحدث : صحيح." وهذا هو الخنس كقوله تعالى "﴿فَلا أُقسِمُ بِالخُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٥]" أي التي يخنس ضوؤها فيتصاغر. ولكن لماذا يوسوس وهو يعلم أن الوسوسة يعاقب عليها في دنياه وفي آخرته؟ أليس من المريح له لو لم يوسوس؟ يبدو أن الوسوسة لديه هي شهوة ولذة يتلذذ بها عندما تنجح وسوسته مع العبد ويسر بها كثيرا كما ورد من تعاظمه في الحديث الصحيح "عن أبي تَميمةَ الهُجَيميِّ، عن رِدْفِ" أعلاه . والله تعالى أعلم. والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق