الخميس، 16 مايو 2019

النبرة

في سورة يس ترى الآيات التالية "﴿وَما أَنزَلنا عَلى قَومِهِ مِن بَعدِهِ مِن جُندٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنزِلينَ ۝ إِن كانَت إِلّا صَيحَةً واحِدَةً فَإِذا هُم خامِدونَ ۝ يا حَسرَةً عَلَى العِبادِ ما يَأتيهِم مِن رَسولٍ إِلّا كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ ۝ أَلَم يَرَوا كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ أَنَّهُم إِلَيهِم لا يَرجِعونَ ۝ وَإِن كُلٌّ لَمّا جَميعٌ لَدَينا مُحضَرونَ﴾ [يس: ٢٨-٣٢]" يتكلم الله فيها بهدوء ورحمة وبدون غضب وبنبرة هادئة مع أنهم كانوا مجرمين ونزل بهم عقابه ويتحسر عليهم وهذه الآيات في الدنيا قبل يوم الحساب ... والآيات التالية يوم البعث من القبور قبل يوم الحساب "﴿قالوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ وَصَدَقَ المُرسَلونَ ۝ إِن كانَت إِلّا صَيحَةً واحِدَةً فَإِذا هُم جَميعٌ لَدَينا مُحضَرونَ ۝ فَاليَومَ لا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَلا تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [يس: ٥٢-٥٤]" كذلك يتكلم بهدوء وبدون غضب وبنبرة هادئة، وهذه الآيات في يوم البعث قبل يوم الحساب. ولكن في مجموعة آيات يوم الحساب حيث الحساب، أنظر أدناه، تراه يتكلم بنبرة قوية وبغضب شديد لأنه كره لهم العذاب، فهو شديد، وهو لا يحب لهم ذلك ولا كان يريده لهم، وإلا فلم كان يرسل لهم الرسل، فغضب عليهم بسبب ما فعلوه في أنفسهم ولكن لا بد لهم من العذاب من باب الحق والعدل! لا بد! ... سبحانه فما أرحمه! ... آيات يوم الحساب هي "﴿وَامتازُوا اليَومَ أَيُّهَا المُجرِمونَ ۝ أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ ۝ وَأَنِ اعبُدوني هذا صِراطٌ مُستَقيمٌ ۝ وَلَقَد أَضَلَّ مِنكُم جِبِلًّا كَثيرًا أَفَلَم تَكونوا تَعقِلونَ ۝ هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتي كُنتُم توعَدونَ ۝ اصلَوهَا اليَومَ بِما كُنتُم تَكفُرونَ ۝ اليَومَ نَختِمُ عَلى أَفواهِهِم وَتُكَلِّمُنا أَيديهِم وَتَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانوا يَكسِبونَ ۝ وَلَو نَشاءُ لَطَمَسنا عَلى أَعيُنِهِم فَاستَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنّى يُبصِرونَ ۝ وَلَو نَشاءُ لَمَسَخناهُم عَلى مَكانَتِهِم فَمَا استَطاعوا مُضِيًّا وَلا يَرجِعونَ﴾ [يس: ٥٩-٦٧]" والغضب الشديد واضح ليس كما في قصة أهل القرية ولا يوم البعث قبل يوم الحساب ولتدرك مقصود المقالة إقرأ الآيات بفهم وتذوق نبرتها بهدوء. علما أن يوم البعث يكون عند النفخ في الصور النفخة الثانية وهي نفخة الفزع وتكون قبل يوم الحساب، فهما يومان مختلفان من أيام يوم القيامة. والله أعلم والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق