الخميس، 16 مايو 2019

مَوثِقًا مِنَ اللَّهِ

﴿فَلَمّا رَجَعوا إِلى أَبيهِم قالوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الكَيلُ فَأَرسِل مَعَنا أَخانا نَكتَل وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ ۝ قالَ هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلى أَخيهِ مِن قَبلُ فَاللَّهُ خَيرٌ حافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ ۝ وَلَمّا فَتَحوا مَتاعَهُم وَجَدوا بِضاعَتَهُم رُدَّت إِلَيهِم قالوا يا أَبانا ما نَبغي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا وَنَميرُ أَهلَنا وَنَحفَظُ أَخانا وَنَزدادُ كَيلَ بَعيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسيرٌ ۝ قالَ لَن أُرسِلَهُ مَعَكُم حَتّى تُؤتونِ مَوثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأتُنَّني بِهِ إِلّا أَن يُحاطَ بِكُم فَلَمّا آتَوهُ مَوثِقَهُم قالَ اللَّهُ عَلى ما نَقولُ وَكيلٌ﴾ [يوسف: ٦٣-٦٦]

مع أنه يعلم أنهم مخادعون خدعوه في المرة السابقة ولكن لما وجد أنه لا بد أن يرسل أخاهم معهم طلب منهم موثقا من الله تعالى، فلما آتوه موثقهم من الله أرسله معهم وهذا من ثقته بالله تعالى وليس بهم وهو من فرط إيمانه بالله تعالى، وأنه من آتاك موثقاً من الله في أمر مُلِحٍ يجب أن تثق به حتى مع علمك أنه قد يخدعك ... أليس هذا غريباً؟ كلا ... إنه التسليم لله تعالى الذي هو مقدم على كل مخاوفك فإذا سلمت أمرك لله تعالى حفظك، وهذا ما حدث مع يعقوب عليه السلام فعلا فقد أعاد الله تعالى له ولديه معاً لفرط ثقته بالله تعالى ولم يخيبه الله تعالى فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق