الاثنين، 20 مايو 2019

مسألة شخصية

الحدود ليست مسألة شخصية بين الله تعالى والعبد فإذا كان العبد يحب الله تعالى ويتبع رسوله فالله تعالى سيحبه "﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]" ولكن الحدود لإصلاح العبد نفسه كي يستقيم على المنهج ويعود لحبه لله ورسوله على الوجه الصحيح باتباع رسوله فلا يعصيه بعد ذلك ويكون تطهيرا وغسلا له من قذر الذنب فيخرج الذنب من نفسه فلا يبقى له أثر ويصح حبه لله تعالى، فالزاني حين يجلد سيبغض الزنا فيبتعد عنه ويصح حبه لله ... وليس هذا خاصا بالكبائر التي توجب الحدود ولكن كل المعاصي تبعد الناس عن الحب الحقيقي الذي هو حب الله تعالى، والإبتعاد عنها وتركها يقرب العبد من الله تعالى لأن الله تعالى قدوس لا يقبل إلا الطاهر المطهر من عباده فيحبه. والمعاصي دون الكبائر تطهرها المصائب التي تصيب العبد، وهذه تطهر العبد كالحدود فيستقيم حبه لله تعالى فيحبه الله تعالى، وهذا غاية المراد، فليصبر العبد المبتلى على مصائبه، فهي طريق التطهر والقرب من الله تعالى وحبه، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق