الخميس، 16 مايو 2019

الخضر

قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا [الجزء: ١٥ | الكهف (١٨)| الآية: ٦٣]

حين وصل موسى عليه السلام وفتاه إلى المكان الذي به الخضر دبت الحياة في الحوت والخضر يخضر الأشياء والخَضار حياة لما لا حياة فيه فوجود الخضر أعطى الحوت حياة فتجمع ما فُقِد منه وأصبح صالحا للحياة مرة أخرى ودبت فيه الروح فالخضر ذو الروح مثله مثل جبريل عليه السلام فحين وضع إبراهيم عليه السلام عجله الحنيذ أمام ضيفه من الملائكة يوم بشروه بإسحاق لم تصل إليه أيدي الملائكة فما كان من جبريل عليه السلام إلا أن لمسه بيده فدبت فيه الحياة مرة أخرى بعد أن تجمع ما نقص منه بأثر الذبح والتقطيع والطهي ونهض من القصعة حيا من جديد ... النبات الأخضر ينفخ الروح في خلايا الجسم ويهبها الحياة حتى الضواري التي لا تأكل إلا اللحم فأصل حياتها من الخضرة التي تتناولها الفرائس فتتحول إلى طاقة جاهزة مخزنة في خلايا هذه الفرائس فاليخضور يمتص طاقة الشمس ليحولها إلى طاقة تنفخ الروح في الخلايا لتدب فيها الحياة ... في الآية التالية الخضار يعني الحياة فالأرض تحيا بالماء فتصبح مخضرة: ﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصبِحُ الأَرضُ مُخضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾ [الحج: ٦٣] فحياة الأرض بالماء بنص الآية التالية: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ مِن بَعدِ مَوتِها لَيَقولُنَّ اللَّهُ قُلِ الحَمدُ لِلَّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعقِلونَ﴾ [العنكبوت: ٦٣].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق