من سيرة النبي الكريم عليه السلام يتبين أن الرسول كان يتخذ قرارات من ذات نفسه وينتج عن بعض قراراته أضرار به وبأصحابه فهل كان يلوم الله تعالى؟ لم يارب لم تدلني على العمل السديد؟ كلا بل كان يقوم بالفعل المناسب بعد حصول المصيبة التي تحل به وبأصحابه من دعاء وتذلل إلى الله تعالى ومن عمل على الأرض لحل مشكلته، بل على العكس فقد كان الله تعالى يلومه على أفعاله التي تنبع من طيبته كما حدث منه مع أسارى بدر "﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا وَاللَّهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ لَولا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٧-٦٨]" وما كان يحدث منه مع المنافقين "﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذينَ صَدَقوا وَتَعلَمَ الكاذِبينَ﴾ [التوبة: ٤٣]" ... لم يكن يلوم الله تعالى بل كان يتذلل إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق