الأحد، 12 مايو 2019

ماكينة ظلم

حين تقرأ القرآن الكريم تجد الله تعالى يتكلم عن الإنسان بأسلوب التهديد والوعيد والتخويف والتنبيه ويتكلم عن الإنسان بأنه ظالم وجاهل ويستثني القلة المؤمنة. حين يتكلم العلماء عن الأسود مثلا يصفونها بأنها ماكينة افتراس وعن الضباع ماكينة أكل رمم وعن الوحوش ماكينة قتل ... إلى آخره ولكن حين يتكلم القرآن الكريم عن الإنسان تجده يتكلم عن ماكينة ظلم ... هذا هو الإنسان منذ أول لحظه حين قالت الملائكة لرب العالمين حين أراد أن يخلق آدم قالت له "... أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ...  البقرة(30) " ووصفه الله تعالى بقوله "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا   الأحزاب (72) " من هذا المنطلق يتكلم القرآن عن هذه الماكينة العجيبة المؤسسة على الظلم والعدوان يريد أن يصلحها ويصلح طريقة عملها لتعمل لما خلقت له، يضع لها المنهج الذي به تصلح فلا تخرج عن مراد الله لها في الصلاح وتجنب الظلم الكامن فيها فتحبسه وتكبته وتتطهر منه وتنطلق في طاعة الله لتفوز برضاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق