الإنفجار العظيم حقيقة أقسم به الله تعالى فقال "﴿وَالفَجرِ وَلَيالٍ عَشرٍ وَالشَّفعِ وَالوَترِ وَاللَّيلِ إِذا يَسرِ هَل في ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجرٍ﴾ [الفجر: ١-٥]" وليال عشر هي عشرة ليالي مظلمة بعد الإنفجار العظيم قبل انبثاق النور وقبل خلق السماوات والأرض وهي مرحلة طويلة للإعداد لخلق السماوات والأرض.
هذه الآيات لا تتكلم عن أول عشر أيام من ذي الحجة لأنها إذا فسرت كذلك فلن يوجد ترابط بين الآيات فلم قال وليال عشر ولم يقل أيام عشر لأن فضل العشر للأيام وليس لليالي وكذلك ما علاقة الفجر (وقت صلاة الفجر) بالليال العشر وما علاقتها بالشفع والوتر وما علاقتها بالليل الذي يسر، هكذا يتبين عدم صحة التفسير بأن الليال العشر هي من ذي الحجة لكن حين تفسر الآيات بأنها فجر الخلق الذي هو الإنفجار العظيم يظهر تماسك الآيات وترابطها ... والفجر وليال عشر قال ليال ولم يقل أيام لأنه لو قال أيام فاليوم به نهار وهذا غير مطابق لفجر بدء الخليقة فهو مظلم ولَم ينبثق النور فيه بعد فوجب أن يكون ليال وليس أيام، والشفع والوتر تدل على أي أساس سيكون الخلق الجديد والجواب على أساس مبدأ الزوجية والفردية فقط: الله تعالى وما خلق ... الفردية: الله تعالى، والزوجية: هو ما خلق (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الجزء: ٢٧ | الذاريات (٥١)| الآية: ٤٩])، والليل إذا يسر: وهذه الليال العشر سيسري فيها ظلام فقط ويمر وقتها ويسري بلا نور حتى إذا وصلت الليال العشر وما فيها من الخلق وتكوين الدخان الذي سيبدأ به خلق الكون وتنبثق منه النجوم والمجرات أقول إذا وصلت إلى نهايتها خلق الله تعالى الأرض في أربعة أيام ثم أمر الأرض والدخان (الذي هو السماء حينها) أن يأتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ... هكذا تتماسك الآيات بهذا التفسير وليس التفسير المشهور بتفسير الآيات على أساس العشر من ذي الحجة والله تعالى أعلم وسبحان الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق