الاثنين، 13 مايو 2019

أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ

أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (٤٥) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (٤٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (٤٧) [الجزء: ١٩ | الفرقان (٢٥) | الآية: ٤٥-٤٧]

اللون الأسود الخالص ليس بلون إذا دخل فيه أحد فقد غرق فيه وفُقِد مهما كان لونه والظل الخالص لونه أسود خالص ... مد الظل: فداخل كل جسم ثلاثي الأبعاد ظل ممدود يغرق كل الجسم والذي يُرى هو ظاهر الجسم الذي يغمره النور وهو في حقيقته قشرة ذات بعدين فقط أما الظل فهو لباس تختفون بداخله كالثوب، والشمس تدل على وجود الظل -السواد- لأن أَيُ مجسم ثلاثي الأبعاد هو ظل لا يظهر منه إلا ما تلقى عليه الشمس من نورها وكما قلنا فهذا الظاهر بسبب نورها هو ثنائي الأبعاد حيث لا سمك له ... أي جسم مصمت معتم غلافه الخارجي يرمي بظله مباشرة على ما دونه فكل ما دونه يصبح معتما غارقا في الظلام ولولا وجود الظل لأصبحت الأشياء شفافة غير محدودة بأركان فتصبح في نظر الرائي غير موجودة ... "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَا لِ [الجزء: ١٣ | الرعد (١٣)| الآية: ١٥]" يسجدون وظلالهم أي ظاهرهم وباطنهم (جميعهم) فالباطن هو ما يلي الظاهر فالظاهر يخفي مايليه من الباطن ... فسبحان الله العظيم.
أي انحناء للجسم المصمت يسبب ظلا حتى لو كان الجسم شفافا أو فقاعة شفافة كفقاعة الصابون وإلا كيف نراها؟ ليس لأنها تعكس الضوء ولكن لتكورها الذي يُبين ظلالها التي بالتالي تبين ملامحها
مد الظل في الأجسام ... مد الظل من داخل الجسم المعتم إلى خارجه ولو كان الجسم شفاف لم يمده فكل طبقة من الجسم المعتم تنقل الظل إلى الطبقة التي تليها حتى تصل إلى حافة الجسم فتسقط على الأرض فلذلك قال مد ... ولو شاء لحجز الظل داخل الجسم المعتم فلم يعد هناك ظل خارجه وبذلك يكون الظل ساكن لا يمتد ولا يسقط على ما يليه ... وقوله تعالى ساكنا يدل على حركة الظل مع الشمس فهي التي تحركه وهي التي توجهه وتدل عليه يمنة أو يسرة أو إلى الأعلى أو الأسفل فيعرف إتجاه الشمس بالنظر إلى الظل ... الشمس دليل على الظل تدل عليه وتعطيه شكله فكل جسم ذو ظل يعرف شكله بالنظر إليه بأثر ظلاله فالظل الطويل يدل على جسم طويل والكروي يعرف بظل دائري والمكعب ظله مربع وهكذا ... هذا هو المد يعطف عليه الإنحسار الذي يتم بيسر كما مد ابتداء "ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا". وفي سورة أخرى آية "﴿وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ۩﴾ [الرعد: ١٥]" وظلالهم أي كلهم وكل مافيهم داخلهم وخارجهم فكما الإنسان له ظاهر وباطن فكله يسجد ظاهره المرئي وباطنه كالقلب والكبد صباح مساء ... ثم قبضناه الينا فالظل بعد ظهوره وحركته على الأرض من نور الشمس يزول من مكانه فأين يذهب؟ الجواب يذهب إلى الله أي خزانات الظل التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وكما قلنا أن الضوء الساقط على الأجسام ذو بعدين فالظل الساقط على الأرض من نور الشمس كذلك ذو بعدين فهما غير محسوسين إلا بالنظر ... أما الظل داخل الأجسام المعتمة فهو يأخذ شكل الجسم فهو ثلاثي الأبعاد مثلها فسبحان الله العظيم
وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الجزء: ١١ | يونس (١٠)| الآية: ٢٧]
السواد درجات وأسود السواد الظل الداخلي الذي بداخل الأجسام الذي لا يصله النور وهو الليل المظلم في الآية أعلاه والسواد الحالك تماما لا يخترقه اشد أنواع الضوء ومثاله الصخر فهو حالك الظلمة من الداخل فلا يخترقه أشد أنواع الضوء كائنا ما كان وهناك تدرج في حلكان الصخر يتدرج بين الشفاف إلى المعتم المظلم الحالك ... والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق