الإنسان صغير ولكن كلمة بسيطة لا يأبه لها أحد قد تغضب الله تعالى ... لماذا وهو الكبير العظيم؟ السبب أن الإنسان الصغير في حجمه يقود شاحنة ضخمة جدا بحركة بسيطة جدا بمقودها ستنحرف وتقتل بعض الناس وتقضى على مستقبل أولادهم وعائلاتهم فينحرف بذلك مسار حياتهم إلى الأسوأ وهي حركة بسيطة جدا، فالإنسان حجمه صغير ولكن أذاه الذي يراه بسيطا يكون مدمرا ... الإنسان يعمل وعمله يسجل عليه إما حسنات وإما سيئات، فالإنسان يوم القيامة سيحاسبه الله تعالى على عمله ومناط الحساب الحسنات والسيئات ليس ما يراه هو أو غيره من بساطة الذنب أو كبره ولكن ما يحسبه الميزان يوم القيامة، فلا يحاسبه الله تعالى على مايراه هو من حقارة ذنبه وصغره ولكن يحاسبه على حجم فعله، فما أدراك بالذي يرتكب أكبر ذنب وهو الكفر ماذا أفسد بفعلته هذه ... طبعا لا يعلم هو ولكن الله يعلم أن سيئات ذنبه هذا بحجم الكون بمجراته وأجرامه، فعند الحساب عليه أن تحرق النار كل هذه السيئات وذلك يحتاج دهورا وأحقابا يمكثها في النار حتى يتطهر ويخرج من النار، هذا إن خرج ...
ولكن لماذ الكفر يخلق كل هذه الذنوب التي تملؤ السماوات والأرض؟
الجواب: الكافر لا يُخفي كفره فهو يتحرك به بأقواله وأفعاله مفسدا في الأرض ولا يزكي نفسه الآثمة فهي قذرة دنسها بكفره وجحوده بفضل الله تعالى عليه منذ كان نطفة، فلا يطهرها لا بصلاة ولا بزكاة ولا بصوم ولا بطاعة ويرتكب الموبقات التي سيئاتها أعظم من أي تَخيُّل، ينتج عن ذلك أن عمله كله سيئات أينما جاء وأينما ذهب ويحارب الله تعالى بكفره، فما دام يحارب الله تعالى فالله تعالى سيحاربه ويقصمه والله تعالى نفس يحب ويكره ويفرح ويغضب فإذا عادى أحدٌ الله تعالى عاداه الله تعالى وسنرى من ينتصر فالله تعالى سينتصر والحساب بين الله تعالى والعبد الحسنات والسيئات وهو الحكم العدل، فالينتظر عدو الله ... ومن تاب تاب الله عليه ...
ولكن ما هو الكفر؟
الجواب:
إقرأ الآية: ﴿وَجَحَدوا بِها وَاستَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدينَ﴾ [النمل: ١٤]
الكفر هو جحود النعمة وإنكار الفضل ... تخيل أن أحدهم أراد إكرامك وعمل لك وليمة كبيرة؟ فأكلت من أكله وعبت عليه طعامه كيف يكون شعوره وردة فعله، فكيف برب العالمين ذو الآلاء والنعم الغير محدودة، تجحده وتنكر فضله وتدوس على نعمه وتحقره فهل هذا يرضيه تعالى ... يكرمك وتجحده ... يريد أن يدنيك وتبعده وهو في غنى عنك، فماذا تتوقع منه. والله أعلم وسبحان الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق