الخميس، 14 أكتوبر 2021

التصميم

 ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَدًا ۝ لَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا ۝ تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ الأَرضُ وَتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا ۝ أَن دَعَوا لِلرَّحمنِ وَلَدًا﴾ [مريم: ٨٨-٩١]

﴿تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِن فَوقِهِنَّ وَالمَلائِكَةُ يُسَبِّحونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيَستَغفِرونَ لِمَن فِي الأَرضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾ [الشورى: ٥]

معلوم عند المهندسين المدنيين أن يقوم المصمم الإنشائي بحساب الأحمال على تركيبات المنشأة كالأعمدة والكمرات والبلاطات والقواعد ويضيف على ذلك فائض أمان - يحسب كنسبة من الأحمال - ثم يقوم بحساب مقاطع التركيبات كل بحسبه بحيث لو زادت الأحمال عن القيمة التي حسبها للمقطع سينهار التركيب تماما بكل معنى الكلمة - نظرياً -، فكلمة تكاد في الآيات الكريمة أعلاه هي كل ما يسعى المصمم الإنشائي إلى تجنيب الأحمال الوصول إليها في تصميمه، فالله تعالى حسب الأثقال على السماوات بحيث تنهار عند حمل معين، والله تعالى لا يستخدم معامل أمان في حسابه فكل شيء عند معلوم ومتوقع، والأيات تؤكد وصول السماوات إلى قريبٍ من هذا الحد بسبب ادعاء الكفار الولد لله تعالى ومن ثقل الملائكة وحركتهم، ولكن لا تصله فلا تنهار، فكلمة تكاد تدل على قرب وصول الأحمال إلى حد عجز السماوات عن تحملها، فهذه الكلمة تثبت وتؤكد وجود التصميم في خلق السماوات والأرض والجبال وغيرها وفي صنع الله تعالى كله فلا تنهار مكونات الكون، وهذا هو الهدف من التصميم، وليس خلقاً عشوائيا كما يدعي أصحاب نظرية التطور الرديئة، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق