الخميس، 14 أكتوبر 2021

المعاملة بالمثل

 ﴿يَومَ يَقولُ المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ لِلَّذينَ آمَنُوا انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ۝ يُنادونَهُم أَلَم نَكُن مَعَكُم قالوا بَلى وَلكِنَّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَتَرَبَّصتُم وَارتَبتُم وَغَرَّتكُمُ الأَمانِيُّ حَتّى جاءَ أَمرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ﴾ [الحديد: ١٣-١٤]


كان في مقدور الله تعالى أن يأمر ملائكته فتجرهم من رقابهم ليرجعهوهم إلى الوراء، ولكن المعاملة بالمثل، فهم في الدنيا كانوا يخادعون المؤمنين ويكذبون عليهم ويتلونون عليهم بكل لون ليوهمهوهم بأنهم معهم ومنهم زورا وبهتانا وظلما وتعديا، فكان من الله تعالى أنه يريد أن يذيقهم ما كانوا يفعلونه في المؤمنين من التلون والكذب والمخادعة، فيسلط عليهم ملائكته لخداعهم والكذب عليهم وهم في غنى عن ذلك، ولكن ذلك الفعل أنكى وأشد عليهم من لو أخذوهم من رقابهم إلى النار مباشرة، فالمعاملة بالمثل، فيا من تراوِغ في الدنيا سيُراوَغ بك في الآخرة، ويا من تبخل في الدنيا سيُبخل عليك في الآخرة، ويا من تأكل الحرام في الدنيا سيؤكل أجرك في الآخرة، ويا من تعبث بكرامة الناس في الدنيا سيُعبث بكرامتك في الآخرة، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق