﴿وَاكتُب لَنا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ قالَ عَذابي أُصيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ﴾ [الأعراف: ١٥٦]
تأمل كتاب الله الكريم من أوله إلى آخره لن تجد الله تعالى في أي آية يقول لن أرحم أو لا أرحم أو أنه لن يرحم أو أنه لا يرحم، أبداً أبداً، وليس الإجحاف والإستبداد والبغي والقسوة والظلم من صفاته سبحانه وتعالى ولم ينسب أياً منها لنفسه سبحانه - التي هي أضداد الرحمة - بل يذمها دوماً، قد يقول أعذب ويعذب ولكن من قال أن العذاب يعني عدم الرحمة؟ فقد يكون العذاب قمة الرحمة فرحمة الله تعالى وسعت كل شيء، حتى تعذيبه رحمة، وقد يلعن ثم يعود فيرحم لأن رحمته وسعت كل شيء، كل شيء، وبالمثل قد ينتقم، وهكذا ... قد يقول لا يهدي وقد يقول يُضل وهناك آيات تدل على غضبه سبحانه ولكن بالتأكيد هو لا يقول أبداً أنه لا يرحم بل بالعكس، القرآن يمتلئ بالتأكيد على رحمة الله تعالى، فما بال الناس منصرفون عن رحمته سبحانه التي وسعت كل شيء ولا يسْعَون لاستجلابها لأنفسهم بطاعته وهو أرحم الراحمين، فسبحان الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق