الخميس، 14 أكتوبر 2021

مالذي جعله متأكداً

 ﴿قالَ أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا﴾ [الكهف: ٦٣]


نفى كل أسباب النسيان إلا الشيطان فما الذي جعله متأكداً أن الشيطان بالذات هو الذي أنساه الحوت أن يذكره وليس شيئا آخر؟ نسي أن يتذكر أمر الحوت العجيب الذي دبت فيه الحياه وتسرب إلى البحر، نسي أمره فلم يتذكره إلا بعد أن ذكّره به موسى عليه السلام حين طلب منه الحوت ليأكلاه مع أن أمره عجيب ... السؤال لماذا اتهم الشيطان فقط لا غيره بذلك الإنساء؟ الجواب لأن الأمر عظيم فهو حاضر في كل وقت في ذهن فتى موسى عليهما السلام فهو من الأمور العظام التي لا تنسى - حوت ميت تدب فيه الحياة ويتسرب إلى البحر -، فكيف يُطمَس هذا الأمر من ذهنه كأنه لم يكن إلا إذا كان بفعل فاعل وهو الشيطان، والشيء الأكيد أيضا أن فتى موسى عليهما السلام لم يذكر الله تعالى عندما رأى معجزة إحياء الحوت الميت وأذهلته عن نفسه فدخل عليه الشيطان فوراً وأنساه الأمر، فَلَو ذكر الله تعالى ما دخل عليه الشيطان وما نسيه، ولكن ما الذي يستفيده الشيطان من إنساء فتى موسى عليهما السلام بالحادثة؟ الجواب أن الشيطان لا يعلم بأن الحادثة آية على موضع لقاء موسى بالخضر عليهما السلام، فهو لا يعلم الغيب، ولكن همّه أن الحادثة معجزة عظيمة تذكر بالله العظيم وبقدرته وبعظمته سبحانه، وهو ضد أي شيء يُذكِّر بالله تعالى فقط، وربما استشف الشيطان أن وراء حدوث هذه المعجزة شيئا فتصرف فوراً بإنساء حدوثها لفتى موسى عليهما السلام، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق