الخميس، 14 أكتوبر 2021

كنود

 ﴿وَالعادِياتِ ضَبحًا ۝ فَالمورِياتِ قَدحًا ۝ فَالمُغيراتِ صُبحًا ۝ فَأَثَرنَ بِهِ نَقعًا ۝ فَوَسَطنَ بِهِ جَمعًا ۝ إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهِ لَكَنودٌ ۝ وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهيدٌ ۝ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيرِ لَشَديدٌ ۝ أَفَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ ما فِي القُبورِ ۝ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدورِ ۝ إِنَّ رَبَّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبيرٌ﴾ [العاديات: ١-١١]

﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ﴾ [الأنفال: ٣٣]

الكَنُودُ : اللَّوَّام لربه تعالى، يَذكُرُ المصيباتِ وينسى النِّعم، فهي صفة تدل على التسخط.
قوله تعالى "لَكَنودٌ" كنود صفة لازمة لدى الإنسان من ضمن صفاته، أقسم الله عليها كصفة لازمة للإنسان وكرر القسم، وهي ليست خاصة بالعصاة لأنه سبحانه ذكرها ولم يستثن منها أحداً في الآيات اللاحقة فهي صفة في المؤمنين وفي غير المؤمنين، فقد يتسخط المؤمن حال الغضب، وحالة الغضب لا يحاسب عليها أحد، حتى يعود إلى رشده، فهي كالجنون، فالحساب يكون على ما يقوله الإنسان وما يفعله وهو بكامل وعيه وإدراكه وهدوء نفسه، وما عدا ذلك فهو حالة عابرة ليست مقياسا لإيمان الإنسان ولا سببا في عقابه، فبمجرد عودة عقله إليه عليه أن يستغفر ربه والله غفور رحيم وليس عليه شيء، فهي ليست كبيرة من الكبائر، بل طبيعة بشرية تظهر حال الغضب، والله تعالى ليس ظالما فيهلك مؤمناً بسبب نزوة طبيعية عابرة ويترك طاعة المؤمن وعبادته له دهراً فيضيعها عليه فيجعله مع الكفار "﴿وَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفّيهِم أُجورَهُم وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾ [آل عمران: ٥٧]"، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق