الخميس، 14 أكتوبر 2021

ملك عظيم

 ﴿وَوَهَبنا لِداوودَ سُلَيمانَ نِعمَ العَبدُ إِنَّهُ أَوّابٌ ۝ إِذ عُرِضَ عَلَيهِ بِالعَشِيِّ الصّافِناتُ الجِيادُ ۝ فَقالَ إِنّي أَحبَبتُ حُبَّ الخَيرِ عَن ذِكرِ رَبّي حَتّى تَوارَت بِالحِجابِ ۝ رُدّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسحًا بِالسّوقِ وَالأَعناقِ ۝ وَلَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَأَلقَينا عَلى كُرسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنابَ ۝ قالَ رَبِّ اغفِر لي وَهَب لي مُلكًا لا يَنبَغي لِأَحَدٍ مِن بَعدي إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ ۝ فَسَخَّرنا لَهُ الرّيحَ تَجري بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ ۝ وَالشَّياطينَ كُلَّ بَنّاءٍ وَغَوّاصٍ ۝ وَآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الأَصفادِ ۝ هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ ۝ وَإِنَّ لَهُ عِندَنا لَزُلفى وَحُسنَ مَآبٍ﴾ [ص: ٣٠-٤٠]


"وَهَب لي مُلكًا لا يَنبَغي لِأَحَدٍ مِن بَعدي"؟ هل يعقل أن يكون هذا أنانية وغطرسة وتعاظم وحسد أن لا يكون لأحدٍ من بعده مُلْك مثله فيعلو ولا يُعلى عليه؟ كلا بل هذا يدل على حكمته ورحمته عليه السلام، فهذا نبي كريم حين يكون مُلْكُه عظيماً يكون عادلاً وحكيماً وعلى منهاج النبوة، فيكون فيه صلاح للناس في حينه ومن بعده، وهو يخشى أن يقع مثل هذا الملك العظيم مستقبلاً بيد ملك ظالم فيفتك ويهلك ويخرب ويدمر فيكون تدميره عظيماً بحجم مُلْكه، فهذا الدعاء حماية للناس مستقبلاً من وقوع مُلْك عظيم في يد ظالم، فهذا من حكمته ورحمته عليه السلام، فالأمر جَدُّ خطير، وهذا من إلهام الله تعالى له، فلم ينكره عليه ولم يرده عليه واستجاب له، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق