الخميس، 14 أكتوبر 2021

الميثاق

 ﴿لَقَد أَرسَلنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ وَأَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ النّاسُ بِالقِسطِ وَأَنزَلنَا الحَديدَ فيهِ بَأسٌ شَديدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [الحديد: ٢٥]


هل رأيتَ شيئا بقسوة الحديد؟ فذلك الميثاق ... إقرأ سورة الحديد فهي تتكلم عن الميثاق، فما هو الميثاق الذي أخذه الله تعالى على خلقه؟ "﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَأَنفِقوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيهِ فَالَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَأَنفَقوا لَهُم أَجرٌ كَبيرٌ ۝ وَما لَكُم لا تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَالرَّسولُ يَدعوكُم لِتُؤمِنوا بِرَبِّكُم وَقَد أَخَذَ ميثاقَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [الحديد: ٧-٨]" ... الميثاق هو الإيمان بالله ورسوله والإنفاق، فالإيمان بالله ورسوله تقسو وتصلب به النفوس في الحق والإنفاق تقسو به وتصلب بُنْيَةُ المجتمع فيصبح الناس والمجتمع كالحديد، فالحياة الدنيا بطبيعتها رخوة ممتعة لا كالحديد الذي مطلوب من الأمة المسلمة أن تكون مثله "﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾ [الحديد: ٢٠]" ولا يفُتُّ في عضد الأمة الحديدية مثل النفاق فلتحذر الأمة من المنافقين أشد الحذر والويل لهم "﴿يَومَ يَقولُ المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ لِلَّذينَ آمَنُوا انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ۝ يُنادونَهُم أَلَم نَكُن مَعَكُم قالوا بَلى وَلكِنَّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَتَرَبَّصتُم وَارتَبتُم وَغَرَّتكُمُ الأَمانِيُّ حَتّى جاءَ أَمرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ ۝ فَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَلا مِنَ الَّذينَ كَفَروا مَأواكُمُ النّارُ هِيَ مَولاكُم وَبِئسَ المَصيرُ﴾ [الحديد: ١٣-١٥]"، والخشوع لله رأس الإيمان فإن فُقِد قست القلوب فتفقد الأمة صلابتها وقسوتها في الحق "﴿أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكونوا كَالَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلوبُهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ﴾ [الحديد: ١٦]" ... هذا مقصد سورة الحديد، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق