الاثنين، 17 يونيو 2019

مقاصد السور (المقياس)

عن أبي نَضْرةَ: حدَّثَني- أو قال: حدَّثَنا- مَن شَهِدَ خُطبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِنًى في وسَطِ أيَّامِ التَّشريقِ، وهو على بَعِيرٍ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكُم عزَّ وجلَّ واحدٌ، ألَا وإنَّ أباكُمْ واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعربيٍّ على عَجَميٍّ، ألا لا فَضْلَ لأَسْودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى، ألا قد بلَّغْتُ؟ قالوا: نعم, قال: لِيُبَلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ.
الراوي : من شهد خطبة النبي بمنى.
المحدث : ابن تيمية.
المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم.
الصفحة أو الرقم: 1/412.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.

إذا ضرب مقياس على الناس تهمل جميع الأشياء الأخرى فتخرج من القياس ولا ينظر إليها فحين يضرب مقياس الفقر والغنى يتساوى الفقراء جميعا فقد يكون منهم العالم النابغة والجاهل والغبي والكبير والصغير فيكون هؤلاء كلهم سواسية فلا يفتخر أحد منهم بعبقريته أو علمه أو أصله حين يكون المقياس هو الفقر فالفقراء كلهم سواسية على مقياس الفقر، فكلهم فقراء ولكن يتفاوتون في فقرهم وبالمثل مقياس التقوى الذي ذكره الرسول عليه السلام أعلاه فالأتقياء سواسية بيض أو سود أو حمر يتفاضلون بالتقوى فلا فضل للأبيض على غيره بحضارته ولا للعربي بلغته ولا للجميل بجماله ولا للأديب بأدبه ولا للعالم بعلمه فالمقياس أيهم أتقى. وهكذا سور القرآن الكريم لو أخذنا كل سورة على حدة سنجد أن كل سورة لها مقياس واحد تقيس به كل ما تتكلم عنه وهو مقصدها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق