الأحد، 16 يونيو 2019

العسل

العسل نفسه ليس شفاء للناس ولكن فيه شفاء للناس بداخله ... أي بداخله مواد ذاتية منه تكون شافية وأماكن تستقبل المكونات الكيميائية الآتية من خارجه تحمل العلاج للأمراض والعسل هو الذي يحمل الشفاء ويعززه ويقويه وينقله إلى جسم المريض كالمواد الفعالة في الزنجبيل والليمون والقرفة والبنجر ... إلى آخره مثله مثل كلام الله فكلام الله فيه أحرف لأغراضها كالشفاء والسكينة مثل حرف الراء والميم والنون مثلا فهذه الأحرف بذاتها لا تفعل شيئا ولكن إن وجدت في كلام معين من كلام الله صار له أثر الشفاء، ولا نعرف كثيرا عن أثر الأحرف أنفسها وفائدتها في كلام الله، مثل الكيميائيات التي تضاف إلى العسل ليصبح شفاء لا نعرف الكثير عنها، فالعسل نفسه شفاء وناقل ومعزز ومعجل للشفاء وكلام الله تعالى ناقل للشفاء ونجهل الكثير عن هذين الموضوعين ولكن أثرهما في الشفاء ذكره الله تعالى في كتابه. يقول تعالى "﴿ثُمَّ كُلي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [النحل: ٦٩]" أي في داخله أي في تصميمه وتركيبه بحيث يمكن تَوَضُّع المواد الشافية فيه وهو يعززها ويقويها وينقل أثرها للجسم بالإضافة إلى إمكانياته الذاتية، ولم يقل هو شفاء، أما القرآن فبعضه شفاء فقال عن هذا البعض هو شفاء وليس كالعسل بداخله شفاء قال تعالى "﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]" فتَوَضُّع أحرفه في آيات الشفاء هو الشفاء وكذلك ليس كل ما نزل من القرآن هو شفاء للناس ولكن منه، أي بعضه، فهناك آيات معينة للشفاء وليس كل شيء فيه ينفع للشفاء، ولكن ماهي هذه الآيات؟ الجواب: هي ما جاءت بها أحاديث النبي الكريم عليه السلام وما اكتشفه علماء الرقية الشرعية بالتجربة، فالعسل قال الله تعالى عنه فيه شفاء أي طريقة تركيبه تساعد وتعزز وتعجل الشفاء بوجود مركبات ليست منه ومنه، ليس هو بذاته فقط، مثل القرآن، فالقرآن بداخله آيات معينة هي شفاء وليس كله، لذلك سمي العسل والقرآن بالشفائين، وليس كل ما فيهما. فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق