الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

لفهم أعمق لآي القرآن

التوسع في المعنى: ويكون ذلك بأخذ معنى الآية التي تتحدث عن شيء معين ثم قول: ومثله كذا وكذا "﴿وَتِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعقِلُها إِلَّا العالِمونَ﴾ [العنكبوت: ٤٣]"، فليس المقصود بالأمثال في الآية الأمثال المحدودة جدا المذكورة في القرآن ولكن الآيات التي يمكن التوسع في معناها وهي كثيرة جدا في كتاب الله العزيز مثل "﴿وَإِذا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيءٍ حَسيبًا﴾ [النساء: ٨٦]" يمكن أن تنسحب على كل عطية، وكذلك من مصادر التوسع في المعنى القصص القرآني فحين يقص القرآن قصة يمكن أخذ الأمثال عليها فبذلك يحدث التوسع، كقصة سيدنا يوسف وقصة سيدنا موسى عليهما السلام ... إلى آخره، كما في الآيات التالية:

﴿أَلَم تَرَ أَنَّ الفُلكَ تَجري فِي البَحرِ بِنِعمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِن آياتِهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ ۝ وَإِذا غَشِيَهُم مَوجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَى البَرِّ فَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا كُلُّ خَتّارٍ كَفورٍ﴾ [لقمان: ٣١-٣٢]

مِثْل الفلك التي تمخر عباب البحر، هذا ابن آدم يمخر عباب الحياة ليرى من آيات الله تعالى طيلة حياته، فهو يحتاج للصبر على بلوائها، والشكر على ما فيها من نعم. والحياة كالبحر تسير رتيبة طيبة يظنها ابن آدم تدوم على ذلك، فإذا بها تموج وتغشى الناس بموجها العاتي ما يجعل الحليم حيران، ولا يجد ابن آدم إلا اللجوء إلى ذي الجبروت ليُسكِّن موج الحياة العاتي برحمته، فإذا فعل وعادت الحياة رتيبة طيبة نسي ابن آدم ما حل به من قريب ونسي فضل الله عليه أن سكَّن موج الحياة العاتي وعاد يكفر ويخاتل غدرا بدل الشكر كأن لم يكن شيء، وفي الفلك والبحر ومثلها ابن آدم والحياة آيات للتدبر لذي فكر، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق