الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

الإنسان ليس نفس بل أنفس

الإنسان ليس نفس بل أنفس فالعين نفس والأنف نفس والمعدة نفس وهذه الأنفس ككل يطلق عليها نفس الإنسان قال تعالى "﴿يُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ وَأَكوابٍ وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فيها خالِدونَ﴾ [الزخرف: ٧١]" - أنفس الناس وأعين الناس - تشتهيه الأنفس: نفس العين ونفس الأذن ونفس البطن ونفس الفرج ... وتلذ الأعين فَلَو لم تكن للعين نفس فكيف تلَذّ بذاتها، لأنه لم يقل تلذ النفس بالرؤية ولكن قال تلذ العين بذاتها فهي بذلك مدركة، فكيف تلذ وهي غير مدركة لما تراه ... حين تنظر إلى شيء، أنت تنظر إليه بنفسك، وعينك تنظر إليه بنفسها، وأنت تدرك الشيء، وهي تدركه، وقد تتصرف من دون أمرك تلقائيا، فتنظر إلى شيء آخر بنفسها لإدراكها الخاص بها دون إدراكك وقد تستغرب فتقول مالذي دفعني إلى أن أنظر إلى هذا الشيء الآخر ولكن الموضوع أن عينك هي التي أرادت النظر دون إرادتك، فهي نفس أخرى وإرادة أخرى ولها فعلها الباطن تفعله دون إرادتك وإدراكها الباطن دون إدراكك مثلها مثل العقل الباطن فلها عقلها الخاص، وكذلك كل أعضاء الجسد لها فعلها الباطن الذي تفعله دون إرادتك وإدراكها الباطن دون إدراكك مثلها مثل العقل الباطن فلها عقلها الخاص بها مثل العين ... فكما أن للجسد أعضاء كذلك للنفس أعضاء تقابل أعضاء الجسد فللعين نفس وللأذن نفس ولليد نفس، أي العين عضو ونفس والأذن عضو ونفس وهكذا، وكما أن لكل شيء في هذا الكون زمنه الخاص به حسب نظرية النسبية - فاليد اليمني لها زمنها الخاص واليد اليسرى كذلك ومكونات كل يد لها زمنها الخاص والرأس والرجل كذلك -، فيمكن القول أن لكل شيء في هذا الكون نفسه الخاصة به حتى الذرة والإلكترون وحتى النهار فنفسه مبصرة "﴿اللَّهُ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِتَسكُنوا فيهِ وَالنَّهارَ مُبصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذو فَضلٍ عَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرونَ﴾ [غافر: ٦١]"، فما هو النهار؟ إن جسم النهار كائنات دقيقة إسمها الفوتونات وهي أنفس صغيرة تكون نفس النهار كما تكون الذرات جسم الإنسان، النهار مبصر، إذن هو مدرك وكذلك جسمه مدرك أي أن الفوتونات مدركة وهذا لأن كل نفس مدركة، كالكائنات الدقيقة والذرات والإلكترونات والفوتونات، إذن فالنهار نفس مبصرة تبصر فترى ما تتغلغل فيه ويساعد العين لتبصر هي الأخرى، فالعين تستعين بنفس النهار لتبصر، أما ما هو الإبصار فقد قال فيه تعالى "﴿لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ۝ قَد جاءَكُم بَصائِرُ مِن رَبِّكُم فَمَن أَبصَرَ فَلِنَفسِهِ وَمَن عَمِيَ فَعَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِحَفيظٍ﴾ [الأنعام: ١٠٣-١٠٤]"، فالإبصار أخذ الشاهد على حدث أو شيء معين بالعين بجلاء، والبصائر شواهد على حدث أو شيء معين، والبصيرة أخذ الشاهد على حدث أو شيء معين بالفكر الثاقب بدون عين ... هذه الآيات تثبت أن كل شيء في هذا الكون مدرك حتى الفوتون فهو يتكون من عشرة أوتار مهتزة هذه الأوتار تهتز كل على شاكلته فربما كانت هذه الأوتار وتر للخوف ووتر للحب ووتر للغضب ووتر للحزن ... إلخ، ففي تجربة الشق المزدوج تسير أمورها سلسة كالمعتاد فتظهر الفوتونات حتى لو أطلقوها فوتون فوتون على شاشة العرض على شكل موجة ولكن حين يضعون لها جهاز مراقبة - وهي تطلق فوتون فوتون - تنضبط وتظهر على شاشة العرض كعمودين، أمام كل شق عمود أي أن الفوتونات قد انضبطت، وهذا غير منطقي بتاتا حين نعتقد أن الفوتونات صماء بكماء عمياء تخضع للقوانين الفيزيائية البحتة، ولكن الحقيقة أنها أنفس لها إرادة كما لي ولَك، وأنا أزعم أن لكل شيء في هذا الكون له إرادة حتى الجمادات والفوتونات "﴿فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا﴾ [الكهف: ٧٧]". هذه الأنفس كما للإنسان نفس تموت، فهي تموت ... وهذا يعني أن الكون يفنى من داخله وقد ينفجر مستقبلا ولكن بعد بعض الوقت سيفنى بنفسه بفناء ذراته والكتروناته وفوتوناته، فأنا أعتقد بإمكانية فناء المادة ليس كما يزعم العلم: المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من عدم، وقد خلق الله تعالى الكون من عدم واستحدث المادة، فلم لا تفنى؟ ... قال تعالى "﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]"، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق