الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

أَستَجِب لَكُم

﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾ [غافر: ٦٠]
﴿لَيسَ بِأَمانِيِّكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ وَلا يَجِد لَهُ مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا﴾ [النساء: ١٢٣]

أستجب لكم أي استجلب الإجابة لكم، فهي ليست فورية بل ستأخذ الكثير من الوقت حتى يهيئ الله تعالى الظروف المناسبة للإجابة، هذا في حالة الدعاء، أما في حالة من يعمل سوءا فالعقاب سريع، لأنه أتبع عمل السوء بقوله يجز به، فتحس بسرعة الجزاء فلم يقل يستجز به أو حتى سيجزى به بل قال يجز به، وهذا مُلاحظ، لكن لماذا إجابة الدعاء بطيئة وعقاب عمل السوء سريع؟ مبدأ الثواب والعقاب مبدأ كوني يسير عليه كل خلق الله تعالى، مثلا الدول، فلا بد من معاقبة المسيء ومكافأة المحسن لتستقيم أمور الناس، وهذا المبدأ يعمل به الله تعالى مع عباده لتستقيم أمورهم فلا يسدرون في غيهم وضلالهم، وليس انتقام رباني لنفسه سبحانه، ولكن ليصلح أمر الخلق، والعقاب لا يؤجل فمتى تمكن الحاكم من الظالم أخذه بظلمه، ولكن من يدرك خطأه ويستغفر الله تعالى يخفف الله تعالى عنه العقوبة وقد يرفعها عنه "﴿وَمَن يَعمَل سوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفورًا رَحيمًا﴾ [النساء: ١١٠]". أما إجابة الدعاء فقد يحتاج الأمر إلى تبديل حال الناس بوجه عام ليجاب طلبك وهذا قد يأخذ الكثير من الوقت فإجابة طلبك قد لا تكون حاضرة فتحتاج الإنتظار ... وبالمقابل من يعمل خيرا يجز به لذلك قال عليه السلام "داوُوا مرضاكم بالصدقةِ. الراوي : الحسن البصري. المحدث : الألباني. المصدر : صحيح الترغيب. الصفحة أو الرقم: 744. خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره." وقال تعالى "﴿مَن عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَساءَ فَعَلَيها وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ﴾ [فصلت: ٤٦]" وهذا هو العدل. فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق