الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

العلم اللدني الرباني

أنظر إلى صاحب العلم اللدني الرباني الذي تعامل مع موسى كما يتعامل رب العباد صاحب العلم المطلق مع عباده فهو بداية أخبره أنه لن يستطيع معه صبرا فأفعاله ستكون غير مألوفة وكذلك الله تعالى. كذلك أمره أن لا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا وكذلك الله تعالى "﴿لا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وَهُم يُسأَلونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣]". كذلك كان كلما اعترض عليه موسى ذكره بأنه أخبره أنه لن يستطيع معه صبرا كذلك الله تعالى مع عباده يذكرهم في كتابه دائما بالصبر، كذلك أفعاله قد تكون غريبة ومؤلمة في ظاهرها كذلك أفعال الله تعالى مع عباده، كذلك في النهاية نلاحظ أنها كلها كانت أفعالا خيِّرة كذلك الله تعالى أفعاله كلها خيِّرة.، كذلك عند نهاية المطاف اكتشف موسى بعد أن أخبره العبد الصالح أن أفعاله كانت لصالح الضعفاء بعد حين وهذا ما يفعله الله تعالى للضعفاء، فالعبد الضعيف لا بد أن ينصره الله تعالى خاصة المؤمنين وهذا لا يخطئ بعض الضعفاء الظالمين فالمساكين الذين كانوا يعملون في البحر لم يحدد سبحانه هل كانوا من المؤمنين أو غير ذلك، وإنما حدد ذلك لوالدي الغلام الذي قتله ولأبو الغلامين اليتيمين أصحاب الكنز، مع أنه لم يحدد صلاح اليتيمين فالدين سبب الخير والمستفيد من من هم من أصحاب الدين ليس مهم دينه كالغلامين اليتيمين فلم يُعلم تدينهما ولكن عُلم تدين أبوهما. والآيات تعلمنا أن نصبر ففرج الله تعالى آت لا محالة ولو بعد حين، والخير كله بيد الله تعالى وفعله لمصلحة العبد دائما ليس لضرره فهذا هو الله الكريم العليم، فالصبر الصبر. هذا الذي لديه نفحة من العلم المطلق أخذها من الذي لديه العلم المطلق سبحانه ليعلمنا سبحانه كيف أنه يتعامل مع عباده دائما لمصلحتهم حتى وإن جهلوا هم ذلك، خاصة حال ضعفهم، ويجعل الخسران لمن يريد الضرر بهم، فهذا الملك خسر السفينة، والغلام الذي سيكون ظالما خسر حياته، وأهل القرية أضلهم الله تعالى عن كنز اليتيمين، فالله تعالى خير كله. فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق