الاثنين، 4 نوفمبر 2019

بَلِ ادّارَكَ

﴿بَلِ ادّارَكَ عِلمُهُم فِي الآخِرَةِ بَل هُم في شَكٍّ مِنها بَل هُم مِنها عَمونَ﴾ [النمل: ٦٦]

بل ادارك أي أدرك علمهم بعضه بعضا فظهر تناقضه ومعارضته لبعضه البعض في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون فعلمهم جلب لهم الشك فيها والعمى عنها ولم يفدهم بشيء لتناقضه، وقوله سبحانه عن العلم أنه يدرك بعضه بعضا ليبين أن العلم عبارة عن أفكار منفصلة يمكن أن يدرك بعضها بعضا وليس شيئا جمَّا متماسكا لا يمكن عزل بعضه عن بعض، وظهور تناقض علمهم يدل على أن العلم قد يكون خاطئا فليس كل علم صائب، لأنه تعالى وصف علمهم بالعلم وذكر تناقضه ليدل على أن ليس كل علم صائب فقد تعلم شيئا تقتنع به وهو ليس صائبا بدليل قوله تعالى "﴿وَإِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئًا اتَّخَذَها هُزُوًا أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهينٌ﴾ [الجاثية: ٩]" فعلمه هنا وصفه تعالى بالعلم مع أنه غير صائب ولا سديد، فسبحان الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق