الاثنين، 4 نوفمبر 2019

الله تعالى لا يستقصد الناس

﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١]
﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]
﴿كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهينَةٌ﴾ [المدثر: ٣٨]

ليس معنى ما كسبت أيديكم أي الذنب أو العمل ألذي يغضب الرب ولكن أي عمل خاطئ فالأخطاء البشرية هي التي تسبب المشاكل لدى الناس، فالله تعالى لا يستقصد الناس بالشر ولا يسلط بعضهم على بعض هكذا، ولكن الناس هم من يوقعون أنفسهم في المصائب بأخطائهم وهذا ما نسميه القدر، وقد تركهم الله تعالى ليفعلوا ما يشاءون دون تدخل منه لأنه استخلفهم في الأرض وتركها لهم، ولو تولاهم بنفسه لكانت حياتهم جميعا طيبة وسلسة بدون أي مشاكل على الإطلاق، فلا يصح أن يقال أن الله تعالى سلط على أحدٍ أحدٌ، إلا بذنب أو فساد، ويكون ذلك لحكمة خاصة وليس أمرا عاما "﴿إِلَّا الَّذينَ يَصِلونَ إِلى قَومٍ بَينَكُم وَبَينَهُم ميثاقٌ أَو جاءوكُم حَصِرَت صُدورُهُم أَن يُقاتِلوكُم أَو يُقاتِلوا قَومَهُم وَلَو شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُم عَلَيكُم فَلَقاتَلوكُم فَإِنِ اعتَزَلوكُم فَلَم يُقاتِلوكُم وَأَلقَوا إِلَيكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُم عَلَيهِم سَبيلًا﴾ [النساء: ٩٠]" و "﴿وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ مِنهُم فَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [الحشر: ٦]"، فلا نقول أن الله تعالى سلط الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا على المساكين الذين يعملون في البحر، وإلا فلم بعث لهم العبد الصالح ليخرق سفينتهم لينقذهم من جور الملك الظالم، ولكن كان ذلك قدرا عاما يصيب الجميع، ومثله الغلام الذي قتله العبد الصالح، فكانت ولادته لأبويه المؤمنين قدرا وليس تسلطا على أبويه، فكان لا بد أن يولد لهما وهذا قدرهما وليس تسلطا من الله تعالى، فقتله الله تعالى، ومثله الغلامين اليتيمين الذين كان أبوهما صالحا، فلم يكن تسلط أهل قريتهما عليهما تسلطا من الله تعالى عليهما، ولكن قدرا إجباريا عاما، فكان أن أنقذ لهما كنزهما من بين يدي أهل هذه القرية الظالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق